ـراء الظـل الـذين يتـربعون علـى عـرش محمـد السادس
par Karimnet Royal à 19:03
يظهرون خلف محمد السادس، على بعد خطوات من كرسي العرش، وجرت العادة أن يقفز البرتكول عليهم، فلا يقدمهم أو يعرف بهم. يجلسون بالقرب من أمير المؤمنين خلال الدروس الرمضانية، وقد أثارت دردشاتهم ليلة القدر مع ابن خالهم الأمير مولاي رشيد، غير بعيد عن الملك محمد السادس وهو يوشح مجموعة من الشخصيات، (أثارت) فضول الرأي العام، وأسئلته حول من يكون هؤلاء من مرتدي الطرابيش الحمراء والجلابيب المخزنية التي تميزهم عن الوزراء والخدم والحشم وعبيد العافية من مرتدي «قب» الجلابة والشاشية فمن يكون هؤلاء من مرتدي الطرابيش الحمراء والجلابيب المخزنية التي تميزهم عن الوزراء والخدم والحشم وعبيد العافية من مرتدي «قب» الجلابة والشاشية، أولئك الذين يتجرؤون في مناسبة وسياق رسميين على تبادل الضحك في حضرة الملك وتلتقطهم الكاميرا، وتمسح عدساتها آثار أريحيتهم، وتمررها القناة الرسمية دونما مقص الرقيب المخزني الصارم؟ هل يسمح محمد السادس الذي عرف بحساسيته الشديدة تجاه اللحمة العائلية وعطفه على كل أفراد الأسرة الملكية الممتدة، بما لم تكن هيبة الحسن الثاني ورهبته تقبل به في حضرته؟
من يكونون بالضبط؟ ما طبيعة صلة القرابة أو الدم التي تجمعهم بالجالس على العرش؟ لماذا يرافقه بعضهم أينما حل وارتحل؟ ما دورهم في صناعة القرار؟ ما حجمهم؟ ما وظائفهم؟ .
ليسوا أمراء، بحكم أن الأمراء والأميرات هم الذين يتحدرون مباشرة من الملك أبناء أو بناتا أو ينتمون إليه إخوانا وأخوات، اللهم إذا رغب الجالس على العرش قيد حياته في منح أحدهم هذه الصفة بناء على ظهير يوقعه، تماما كما حدث مع للا سلمى التي منحها لقب «صاحبة السمو الملكي» ومثلما وقع مع الأمير مولاي علي والد مولاي إدريس، كما يوضح ذلك الدكتور عبد الهادي بوطالب والمستشارالسابق للملك الراحل (أنظر الصفحة 8)، لكنهم تربوا خلف أسوار البلاط وجمعتهم ذكريات وحكايات عائلية خاصة بالملك محمد السادس، منذ أن كان وريث الحسن الثاني وليا للعهد.و ليسوا مستشارين أيضا، ولا مكلفين بمهمة، لكن لهم مكانة خاصة في البلاط، مكانة تتأرجح بين المستشار والمكلف بمهمة، وبين الصديق وكاتم الأسرار، وقد تزاوج بين الأنيس والرفيق للجالس على العرش، وبين الإعداد الجيد لبعض الملفات والسند المالي لبعض الصفقات الاقتصادية والمبعوثين الخاصين إلى بعض الشخصيات وتبليغ بعض الرسائل لرؤساء الدول.. و منهم العسكري، وهذا حال نجل للا مليكة شقيقة الحسن الثاني، والديبلوماسية، الشيء الذي ينطبق على للا جمالة سفيرة المملكة المغربية في لندن، ابنة الأميرة للا فاطم الزهراء، ورجال الأعمال الذين قد يدخل بعضهم في صفقات مالية يتعرض فيها الجالس على العرش لامتحان عسير وتتقاطع فيها وعود الثراء البترولية بالوهم والتنمية بالسراب، وهذا حال الأمير مولاي عبد الله..و لأمراء الظل علاقة قوية بـ «البزنس»، إذ تجدهم في أكبر المشاريع العقارية والسياحية والرياضية، والاتصالات السلكية واللاسلكية. معظمهم مولعون بالكولف، الرياضة المحببة إلى مثلهم الأعلى الحسن الثاني، وأغلبهم غيَّر وجهته نحو «السكي» و«الجيت سكي» إحدى الهوايات التي يعشقها محمد السادس.
جمعتهم علاقات معقدة بملك خال وملك ابن خال، وهذا ما يجسده أبناء للا فاطم الزهراء وللا مليكة الذين يعتبرون أبناء عمتي محمد السادس، وملك نجل ابن خال، وهذا حال مولاي إدريس المكناسي، الذي يعتبر ابن عمة الحسن الثاني، وملك ابن عم، الشيء الذي ينطبق على الأمير مولاي إسماعيل، وملك ابن أخت، وهذا حال إدريس ابن للا مريم ومولاي اليزيد ابن للا أسماء...و لهم زلاتهم أيضا، إذ يحدث أن يثير أحدهم أو بعضهم غضب الملك فيبعدهم، وسرعان ما يعفو عنهم بلغة المخزن، وقد تشفع لهم العمة، أو عمة الأب، أو الشقيقة، فيسترجعون مكانتهم وحظوتهم وامتيازاتهم..إنهم أمراء الظل بامتــياز، الذين يكلفـهم الملك بمهام كثيرة، إذ يوزع عليهم الأدوار والمهام، ويرافقونه خلال أسفاره الخاصة والرسمية أحيانا، ولا يفارقــه بعضهم أثنــاء المناسبات الديــنية والدروس الرمضانية، يسندون عضده، فما حكاياتهم؟
من يكونون بالضبط؟ ما طبيعة صلة القرابة أو الدم التي تجمعهم بالجالس على العرش؟ لماذا يرافقه بعضهم أينما حل وارتحل؟ ما دورهم في صناعة القرار؟ ما حجمهم؟ ما وظائفهم؟ .
ليسوا أمراء، بحكم أن الأمراء والأميرات هم الذين يتحدرون مباشرة من الملك أبناء أو بناتا أو ينتمون إليه إخوانا وأخوات، اللهم إذا رغب الجالس على العرش قيد حياته في منح أحدهم هذه الصفة بناء على ظهير يوقعه، تماما كما حدث مع للا سلمى التي منحها لقب «صاحبة السمو الملكي» ومثلما وقع مع الأمير مولاي علي والد مولاي إدريس، كما يوضح ذلك الدكتور عبد الهادي بوطالب والمستشارالسابق للملك الراحل (أنظر الصفحة 8)، لكنهم تربوا خلف أسوار البلاط وجمعتهم ذكريات وحكايات عائلية خاصة بالملك محمد السادس، منذ أن كان وريث الحسن الثاني وليا للعهد.و ليسوا مستشارين أيضا، ولا مكلفين بمهمة، لكن لهم مكانة خاصة في البلاط، مكانة تتأرجح بين المستشار والمكلف بمهمة، وبين الصديق وكاتم الأسرار، وقد تزاوج بين الأنيس والرفيق للجالس على العرش، وبين الإعداد الجيد لبعض الملفات والسند المالي لبعض الصفقات الاقتصادية والمبعوثين الخاصين إلى بعض الشخصيات وتبليغ بعض الرسائل لرؤساء الدول.. و منهم العسكري، وهذا حال نجل للا مليكة شقيقة الحسن الثاني، والديبلوماسية، الشيء الذي ينطبق على للا جمالة سفيرة المملكة المغربية في لندن، ابنة الأميرة للا فاطم الزهراء، ورجال الأعمال الذين قد يدخل بعضهم في صفقات مالية يتعرض فيها الجالس على العرش لامتحان عسير وتتقاطع فيها وعود الثراء البترولية بالوهم والتنمية بالسراب، وهذا حال الأمير مولاي عبد الله..و لأمراء الظل علاقة قوية بـ «البزنس»، إذ تجدهم في أكبر المشاريع العقارية والسياحية والرياضية، والاتصالات السلكية واللاسلكية. معظمهم مولعون بالكولف، الرياضة المحببة إلى مثلهم الأعلى الحسن الثاني، وأغلبهم غيَّر وجهته نحو «السكي» و«الجيت سكي» إحدى الهوايات التي يعشقها محمد السادس.
جمعتهم علاقات معقدة بملك خال وملك ابن خال، وهذا ما يجسده أبناء للا فاطم الزهراء وللا مليكة الذين يعتبرون أبناء عمتي محمد السادس، وملك نجل ابن خال، وهذا حال مولاي إدريس المكناسي، الذي يعتبر ابن عمة الحسن الثاني، وملك ابن عم، الشيء الذي ينطبق على الأمير مولاي إسماعيل، وملك ابن أخت، وهذا حال إدريس ابن للا مريم ومولاي اليزيد ابن للا أسماء...و لهم زلاتهم أيضا، إذ يحدث أن يثير أحدهم أو بعضهم غضب الملك فيبعدهم، وسرعان ما يعفو عنهم بلغة المخزن، وقد تشفع لهم العمة، أو عمة الأب، أو الشقيقة، فيسترجعون مكانتهم وحظوتهم وامتيازاتهم..إنهم أمراء الظل بامتــياز، الذين يكلفـهم الملك بمهام كثيرة، إذ يوزع عليهم الأدوار والمهام، ويرافقونه خلال أسفاره الخاصة والرسمية أحيانا، ولا يفارقــه بعضهم أثنــاء المناسبات الديــنية والدروس الرمضانية، يسندون عضده، فما حكاياتهم؟
إدريـس ابن شقيـقة محمـد الخامس وأول من سماه أب الإستقـلال أميـرا
بشارب أسود، وملامح جدية، وشعر تخللته بعد أن تجاوز عقده الخامس بعض من خصلات الشيب لابن أمير رفض أن يدثرها بأحدث ماركات الصباغة. يظهر باستمرار إلى جانب ابن عمة الملك مولاي يوسف وهما جالسان بالقرب من أمير المؤمنين خلال الدروس الرمضانية. رجل أعمال سبق له أن اشتغل في وزارة الداخلية، ترعرع مع محمد السادس لما كان وليا للعهد، وإن كان يكبر وريث الحسن الثاني سنا، إذ جمعتهما القرابة العائلية بين أحضان قصر مكناس عشرات المرات، ونقاشات يختلط فيها السياسي بالعائلي بين أسوار القصور والإقامات الإسماعيلية في سن مبكر.هو نجل مولاي الحسن، أول من سماه محمد الخامس أميرا، بظهير استثنائي. ابن الحسن بن إدريس، من الشرفاء الموقرين بمكناس، الذي راكم ثروة خيالية في العاصمة الإسماعيلية. كان والده الحسن ناظرا للأحباس في عهد الإستعمار، لذلك كانوا ينادونه بالحسن الناظر، قبل أن يعينه الحسن الثاني بعيد فجر الاستقلال أول عامل في مكناس، ثم وزيرا للشؤون الصحراوية والموريتانية في الحكومة بالرباط، ويسميه أب الإستقلال أميرا، لأنه اتخذ موقفا من خلال عدم مبايعته لابن عرفة وتضامنه مع السلطان المنفي من خلال اللحاق به إلى مدغشقر. ومن المؤكد أنه كانت لوالد إدريس الذي يحمل اسم جده مكانة أكثر من خاصة في قلب السلطان محمد الخامس، ولعل ذلك ما نجد له مرجعا في عدة وقائع: - أولا: زوَّجَه من للا الباتول التي عرفت بجمالها، وهي شقيقة محمد الخامس الوحيدة من أبيه السلطان يوسف وأمه للا الياقوت التي ماتت بعد ستة أشهر من إبعاد محمد الخامس في المنفى، وقد ظلت حرقة الأم في قلب المغفور له محمد الخامس محفورة.- ثانيا: زَوَّجه محمد الخامس للمرة الثانية من أخته من أبيه للا أمينة التي ستنجب له إدريس. - ثالثا: بمجرد ما ينزل الملك محمد السادس أو سلفه الملك الراحل في مكناس، يقصد دار جد إدريس، سواء تلك الواقعة بقصر الزيتون أو دار الحبول في العقبة.و هو صاحب مشاريع عقارية وزراعية ضخمة، إذ يملك فندق الزاكي في مكناس، ويقال إنه صاحب المشروع الرياضي والترفيهي «ليدي فتنس»، وأنه كان شريكا في وقت سابق لـ «ملك» اللوحات الإشهارية منير الماجيدي، قبل أن يتخذ مشروعه بعد تعيينه مديرا للكتابة الخاصة للملك أبعادا مالية كبرى، وقد حاول استغلال عين «بن صميم» بنواحي أزرو وسط الغابة بغاية تعليبها، لكن سكان الدوار والقبيلة التي تستغلها ثاروا ضده، ويبدو أن حسن أوريد الوالي السابق لجهة مكناس تافيلالت وجد نفسه في مفترق الطرق بين ساكنة غاضبة رفضت أن تُستغل المياه التي تستفيد منها أبا عن جد، وبين أمير يتربع على عرش محمد السادس، قبل أن يقطعوا طريق محمد السادس الذي كان في زيارة إلى مكناس، ويتدخل الملك للحسم بين نجل ابن عمة أبيه الحسن الثاني، وبين عائلته الواسعة الأطراف والتي تمتد من طنجة إلى الكويرة، ومكناس قلب عاصمتها الإسماعيلية، لوقف نزيف خلاف كان يمكن أن يتخذ أبعاداً اجتماعية معقدة.
العسكري عمر صاحب المهمات الصعبة أو النسخة الثانية للجنرال مولاي حفيظ
بدا في مقدمة حاملي «العمارية» التي لفت بالعريس محمد السادس في فناء القصر الملكي بالعاصمة الرباط سبع لفات، كما تقول بذلك الأعراف المخزنية. مشى جنبا إلى جنب مع ابن خاله مولاي رشيد وهو يعضد كتف أبناء خالتيه، وفي مقدمتهم عبد الله ابن خالته للا فاطم الزهراء الذي وقف خلفه، وشقيقه مولاي يوسف، لحمل وريث الحسن الثاني ليلة زفافه.
نظرات صارمة، حازم كما جرت العادة، واثق من نفسه أكثر من أي وقت مضى، فيه شيء من والده محمد الشرقاوي، ومن أمه للا مليكة.و قد عرف بشخصيته القوية التي يهابها حتى المحيطون بالملك، بمن فيهم المقربون من الدائرة الضيقة لمحمد السادس. كلمته مسموعة في البلاط، ويكاد يكون الساعد الأيمن العسكري لرئيس أركان الحرب والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، الذي ترتعد منه الفرائص بمجرد ما تسمع طقطقة رجليه، حتى مدير الديوان الملكي السابق رشدي الشرايبي أو فؤاد عالي الهمة رفيق دراسة الملك والرجل الثاني في النظام سابقا أو منير الماجيدي أو«إم3»، يرتبكون من خطواته، ويتفادون باستمرار أن يدخلوا معه في أي احتكاك مهما كان نوعه كلما التقوه. يلقبونه بـ «الجنرال مولاي حفيظ بريم»! والعبارة لمصادر كلما ذكر اسم مولاي عمر، يرددون كلماتهم همسا، خوفا من أن تشي الحيطان بالخبر اليقين عن مولاي عمر العسكري التكوين.هة خريج المدرسة العسكرية في مكناس، بارع في قيادة الطائرات الحربية، ويأتي في مقدمة الأمراء الذين يجيدون الرماية.
كثيرا ما يظهر خلف الملك محمد السادس، كما لو كان ظله، عيناه تتحركان يمنة ويسرة، وكأنه حارسه الخاص دون أن يكون كذلك، ويكاد يكون «غوريلا» محمد السادس، مثلما كان يحدث بين المديوري والحسن الثاني. يدس باستمرار مسدسا تحت إبطه، وعلى استعداد دائم لحماية الملك. حينما أزيح الحاج المديوري من منصب رئيس أمن القصور والإقامات الملكية، رأى فيه الكثيرون وريثه الذي بإمكانه إصابة ذبابة على بعد أمتار!و يحدث أن يقتحم على الملك خلوته، على نحو ما تؤكد لـ «الأيام» مصادر مطلعة: «قد يطرق باب مكتبه، أو غرفة نومه، يستأذنه، وهو يتأبط ملفا ائتمنه عليه أحدهم، قد يكون ملفا خاصا وسريا، أو مهمة كلف بها على عجل، باختصار، إنه واحد من مصادر ثقة محمد السادس..» إنه إن شئتم حلقة عسكرية-مدنية أساسية في المربع الذهبي لوريث الحسن الثاني.
«عصبي، مزاجي، متقلب، سريع الاستفزاز... هذه بعض من صفات أكبر أبناء للا مليكة ومحمد الشرقاوي التي عادة ما يصر الذين يجردونها، على أن يضيفوا إليها «لكنه لطيف، طيب، متمرس، وذو أخلاق عالية وعلى اطلاع...».و يحكى أنه حينما صعد في الثمانينيات الطائرة التي كانت ستقل الملك الراحل الحسن الثاني من مراكش إلى وجهة غير معلومة، طلب منه الجنرال القباج الذي كان قد أنقذ قبل سنوات قليلة الحسن الثاني في المحاولة الإنقلابية الثانية في الطائرة، (طلب منه) أن ينزل على الفور، بعد أن أعلن الحسن الثاني يومها حالة طوارئ لسبب مجهول، فامتنع عمر عن الامتثال لأوامره، متصرفا كأي أمير اعتبر يومها أن الجنرال قد تجاوز حدوده..
لكن، بمجرد ما علم الحسن الثاني بالخبر، طلب من خدام البلاط أن يمنعوا الأمير مولاي عمر من ولوج القصر، بل إنه حال دون لقائه بولي العهد سيدي محمد حينئذ!
قد يكون في هذه الرواية التي نسجت خلف أسوار البلاط العالية الكثير من المبالغة، لكنها تعطي صورة مقربة عن الأمير العسكري.
يقال عن عمر إنه صاحب المهمات الصعبة، الذي يحلو له الانتقال من التدرب على السلاح إلى ملاعب الگولف ومنها إلى الانزواء بعيدا لتلاوة طابور من الكتب، التي ينتقيها بعناية اقتداء بابن خالته محمد السادس، لذلك يلقبونه بالمثقف الذي كثيرا ما يدخل معه الملك -حسب نفس المصادر- في نقاش ساخن. بعد أن تجاوز الأربعين سنة، لازال مصرا على الزواج من الحياة بصخبها ومتعة القنص وسياقة الطائرات العسكرية والولع بممارسة رياضة الكولف والتمرس على السلاح كقناص طائرات بارع وعلى الاقتران بأنجح الصفقات المالية، التي لا مكان فيها للكبوات أو للعراقيل الإدارية أو المالية...فعلى خطى والده محمد الشرقاوي، ينتقل بسهولة من المشاريع العقارية والسياحية إلى التأمينات، وصولا إلى الصفقات اللاسلكية واقتحام عالم الاتصالات.ولم لا، فهو زوج للا مليكة شقيقة الحسن الثاني، التي اقترن اسمها بمنظمة الهلال الأحمر ورئاستها منذ تأسيسها، وهي المنظمة التي برزت إبان زلزال مدينة أكادير، حيث لعبت دورا اجتماعيا في مواجهة الكوارث الطبيعية التي عاشتها المملكة.
أنجبت للا مليكة من محمد الشرقاوي ثلاثة أولاد أكبرهم سنا بعد للا ربيعة هو مولاي عمر، ثم سليمان فمولاي المهدي.وإذا كان مولاي عمر مضربا عن الزواج لحد الآن، فإن شقيقه مولاي المهدي الذي ولد ثلاثة أيام بعد المحاولة الانقلابية في الصخيرات، اقترن بابنة خليل السليماني شقيق عبد المغيث السليماني مباشرة بعد أن تأكد حكم إدانة الرئيس السابق للمجموعة الحضرية للدارالبيضاء استئنافيا في قضية لوفاط الشهيرة، وقد تم الزواج في عز الصراع بين زوج ابنة عمه فتيحة السليماني، والمقصود به وزير الداخلية المخلوع إدريس البصري، وبين رموز العهد الجديد! الزواج لم يتم بطبيعة الحال وكما تقول ذلك القيود المخزنية، إلا بموافقة الملك محمد السادس، الذي من الواضح أنه وضع المسافة الضرورية بين حسابات العهد الجديد وسلفه، وبين العواطف والجوارح الإنسانية، التي جمعت بين ابنة أخ عبد المغيث، مريم السليماني، ومولاي المهدي ابن عمته للامليكة.أقيم العرس في العاصمة الرباط على نفقة الملك، وقد حضره الأمراء والأميرات، بمن فيهم شقيقات محمد السادس للا مريم، وللا حسناء، وللا أسماء وشقيقه مولاي رشيد.و قبل زواجه من مريم السليماني، كان المهدي قليل الظهور إلى جانب محمد السادس، ينكب على إدارة جزء من ثروة والده محمد الشرقاوي ومنشغل بإدارة جزء من ممتلكات والده وأمه.
إنهم أبناء محمد الشرقاوي أحد أقوى أصهار الملك الراحل الحسن الثاني، الذي تدرج في أكثر المناصب السياسية حساسية، فقد كان على عهد محمد الخامس إلى جانب البكاي والزغاري وبوعبيد واحدا من المفاوضين في «إيكس ليبان» من موقعه كقيادي في حزب الشورى والاستقلال، قبل أن يتولى في مرحلة لاحقة أكثر من منصب سياسي وديبلوماسي، حيث كان سفيرا للمغرب في باريس ووزيرا للمالية، وفضلا عن دخوله غمار السياسة، بتجاذباتها وصراعاتها، ولج عالم المال والأعمال من أبوابه الواسعة، إلى درجة أنه بات يشكل رقما أساسيا في المشاريع السياحية والعقارية، لاسيما في أكادير، حيث يملك أفخم الفنادق التي لا يجد منافسوه بجوهرة الجنوب، سوى الانحناء أمام «أسلحة خصم» غير عادي.
نظرات صارمة، حازم كما جرت العادة، واثق من نفسه أكثر من أي وقت مضى، فيه شيء من والده محمد الشرقاوي، ومن أمه للا مليكة.و قد عرف بشخصيته القوية التي يهابها حتى المحيطون بالملك، بمن فيهم المقربون من الدائرة الضيقة لمحمد السادس. كلمته مسموعة في البلاط، ويكاد يكون الساعد الأيمن العسكري لرئيس أركان الحرب والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، الذي ترتعد منه الفرائص بمجرد ما تسمع طقطقة رجليه، حتى مدير الديوان الملكي السابق رشدي الشرايبي أو فؤاد عالي الهمة رفيق دراسة الملك والرجل الثاني في النظام سابقا أو منير الماجيدي أو«إم3»، يرتبكون من خطواته، ويتفادون باستمرار أن يدخلوا معه في أي احتكاك مهما كان نوعه كلما التقوه. يلقبونه بـ «الجنرال مولاي حفيظ بريم»! والعبارة لمصادر كلما ذكر اسم مولاي عمر، يرددون كلماتهم همسا، خوفا من أن تشي الحيطان بالخبر اليقين عن مولاي عمر العسكري التكوين.هة خريج المدرسة العسكرية في مكناس، بارع في قيادة الطائرات الحربية، ويأتي في مقدمة الأمراء الذين يجيدون الرماية.
كثيرا ما يظهر خلف الملك محمد السادس، كما لو كان ظله، عيناه تتحركان يمنة ويسرة، وكأنه حارسه الخاص دون أن يكون كذلك، ويكاد يكون «غوريلا» محمد السادس، مثلما كان يحدث بين المديوري والحسن الثاني. يدس باستمرار مسدسا تحت إبطه، وعلى استعداد دائم لحماية الملك. حينما أزيح الحاج المديوري من منصب رئيس أمن القصور والإقامات الملكية، رأى فيه الكثيرون وريثه الذي بإمكانه إصابة ذبابة على بعد أمتار!و يحدث أن يقتحم على الملك خلوته، على نحو ما تؤكد لـ «الأيام» مصادر مطلعة: «قد يطرق باب مكتبه، أو غرفة نومه، يستأذنه، وهو يتأبط ملفا ائتمنه عليه أحدهم، قد يكون ملفا خاصا وسريا، أو مهمة كلف بها على عجل، باختصار، إنه واحد من مصادر ثقة محمد السادس..» إنه إن شئتم حلقة عسكرية-مدنية أساسية في المربع الذهبي لوريث الحسن الثاني.
«عصبي، مزاجي، متقلب، سريع الاستفزاز... هذه بعض من صفات أكبر أبناء للا مليكة ومحمد الشرقاوي التي عادة ما يصر الذين يجردونها، على أن يضيفوا إليها «لكنه لطيف، طيب، متمرس، وذو أخلاق عالية وعلى اطلاع...».و يحكى أنه حينما صعد في الثمانينيات الطائرة التي كانت ستقل الملك الراحل الحسن الثاني من مراكش إلى وجهة غير معلومة، طلب منه الجنرال القباج الذي كان قد أنقذ قبل سنوات قليلة الحسن الثاني في المحاولة الإنقلابية الثانية في الطائرة، (طلب منه) أن ينزل على الفور، بعد أن أعلن الحسن الثاني يومها حالة طوارئ لسبب مجهول، فامتنع عمر عن الامتثال لأوامره، متصرفا كأي أمير اعتبر يومها أن الجنرال قد تجاوز حدوده..
لكن، بمجرد ما علم الحسن الثاني بالخبر، طلب من خدام البلاط أن يمنعوا الأمير مولاي عمر من ولوج القصر، بل إنه حال دون لقائه بولي العهد سيدي محمد حينئذ!
قد يكون في هذه الرواية التي نسجت خلف أسوار البلاط العالية الكثير من المبالغة، لكنها تعطي صورة مقربة عن الأمير العسكري.
يقال عن عمر إنه صاحب المهمات الصعبة، الذي يحلو له الانتقال من التدرب على السلاح إلى ملاعب الگولف ومنها إلى الانزواء بعيدا لتلاوة طابور من الكتب، التي ينتقيها بعناية اقتداء بابن خالته محمد السادس، لذلك يلقبونه بالمثقف الذي كثيرا ما يدخل معه الملك -حسب نفس المصادر- في نقاش ساخن. بعد أن تجاوز الأربعين سنة، لازال مصرا على الزواج من الحياة بصخبها ومتعة القنص وسياقة الطائرات العسكرية والولع بممارسة رياضة الكولف والتمرس على السلاح كقناص طائرات بارع وعلى الاقتران بأنجح الصفقات المالية، التي لا مكان فيها للكبوات أو للعراقيل الإدارية أو المالية...فعلى خطى والده محمد الشرقاوي، ينتقل بسهولة من المشاريع العقارية والسياحية إلى التأمينات، وصولا إلى الصفقات اللاسلكية واقتحام عالم الاتصالات.ولم لا، فهو زوج للا مليكة شقيقة الحسن الثاني، التي اقترن اسمها بمنظمة الهلال الأحمر ورئاستها منذ تأسيسها، وهي المنظمة التي برزت إبان زلزال مدينة أكادير، حيث لعبت دورا اجتماعيا في مواجهة الكوارث الطبيعية التي عاشتها المملكة.
أنجبت للا مليكة من محمد الشرقاوي ثلاثة أولاد أكبرهم سنا بعد للا ربيعة هو مولاي عمر، ثم سليمان فمولاي المهدي.وإذا كان مولاي عمر مضربا عن الزواج لحد الآن، فإن شقيقه مولاي المهدي الذي ولد ثلاثة أيام بعد المحاولة الانقلابية في الصخيرات، اقترن بابنة خليل السليماني شقيق عبد المغيث السليماني مباشرة بعد أن تأكد حكم إدانة الرئيس السابق للمجموعة الحضرية للدارالبيضاء استئنافيا في قضية لوفاط الشهيرة، وقد تم الزواج في عز الصراع بين زوج ابنة عمه فتيحة السليماني، والمقصود به وزير الداخلية المخلوع إدريس البصري، وبين رموز العهد الجديد! الزواج لم يتم بطبيعة الحال وكما تقول ذلك القيود المخزنية، إلا بموافقة الملك محمد السادس، الذي من الواضح أنه وضع المسافة الضرورية بين حسابات العهد الجديد وسلفه، وبين العواطف والجوارح الإنسانية، التي جمعت بين ابنة أخ عبد المغيث، مريم السليماني، ومولاي المهدي ابن عمته للامليكة.أقيم العرس في العاصمة الرباط على نفقة الملك، وقد حضره الأمراء والأميرات، بمن فيهم شقيقات محمد السادس للا مريم، وللا حسناء، وللا أسماء وشقيقه مولاي رشيد.و قبل زواجه من مريم السليماني، كان المهدي قليل الظهور إلى جانب محمد السادس، ينكب على إدارة جزء من ثروة والده محمد الشرقاوي ومنشغل بإدارة جزء من ممتلكات والده وأمه.
إنهم أبناء محمد الشرقاوي أحد أقوى أصهار الملك الراحل الحسن الثاني، الذي تدرج في أكثر المناصب السياسية حساسية، فقد كان على عهد محمد الخامس إلى جانب البكاي والزغاري وبوعبيد واحدا من المفاوضين في «إيكس ليبان» من موقعه كقيادي في حزب الشورى والاستقلال، قبل أن يتولى في مرحلة لاحقة أكثر من منصب سياسي وديبلوماسي، حيث كان سفيرا للمغرب في باريس ووزيرا للمالية، وفضلا عن دخوله غمار السياسة، بتجاذباتها وصراعاتها، ولج عالم المال والأعمال من أبوابه الواسعة، إلى درجة أنه بات يشكل رقما أساسيا في المشاريع السياحية والعقارية، لاسيما في أكادير، حيث يملك أفخم الفنادق التي لا يجد منافسوه بجوهرة الجنوب، سوى الانحناء أمام «أسلحة خصم» غير عادي.
الأميـر الـذي وجد صعـوبة في التوفيـق بيـن الملك وشقيقـه مـولاي هشـام
امإنه الأمير الذي وجد نفسه في موقف حرج للغاية مقارنة مع باقي أفراد العائلة الملكية، حينما وجد خلال السنوات الأولى لحكم محمد السادس صعوبة في التوفيق بين الملك وشقيقه مولاي هشام الذي يختلف مع ابن عمه الملك حول الكثير من القضايا، قبل أن يتخطى أصعب الإمتحانات، ويحتفظ اليوم بعلاقة خاصة مع الملك محمد السادس، لدرجة بات معها الأمير الأكثر قربا من وريث الحسن الثاني.و كان أول امتحان حقيقي للأمير مولاي إسماعيل هو التوفيق بين الملك وشقيقه، وكان في آخر المطاف القرار الذي اتخذه بمساعدة باقي أفراد الأسرة الملكية، أن لا يفاتح الملك في موضوع الأمير مولاي هشام، وأن لا يتحدث شقيقه معه حول موضوع الملك.و ليس سرا أنه يمتلك ثروة ضخمة وأنه يكتفي بالقطاعات التي توفر أرباحا سريعة مثل البورصة والقطاع العقاري والزراعة. فهو رجل الأعمال الشاب الذي يجمع رغم صغر سنه بين الإستثمار في البورصة بين لندن وباريس والدار البيضاء، وبين عالم التأمينات، لكنه يبقى من أكثر الأمراء المهووسين بالأرباح الخيالية التي يدرها العقار والضيعات الفلاحية، وقد اقتنى مؤخرا أجودها، لاسيما تلك المتخصصة في إنتاج الزيتون، كما لديه مشاريع سياحية في مراكش، ويستعد لإنشاء واحد من أكبر المطاعم في الدار البيضاء.
يرافق الملك خلال كل زياراته سواء الرسمية منها أو تلك المتعلقة بالراحة والسياحة، وإن كان لا يظهر في غالب الأحيان في الصورة. لم يتخذ قرار إتمام دراسته في الخارج بعد حصوله على الإجازة من جامعة الأخوين، وإن كان قد درس لمدة سنة كاملة في أكاديمية عسكرية في بريطانيا. هو من عشاق برشلونة، كما أنه يحب ريال مدريد، وقد جرت العادة أن يتنقل إلى العواصم الأوروبية لمتابعة أبرز مباريات كرة القدم المتعلقة بكأس أوروبا للفرق البطلة، كما اعتاد متابعة مباريات الفريق الوطني دون أن يثير الانتباه.و يعشق الفن التشكيلي، لذلك يعتزم فتح دار للعرض في الدار البيضاء، كما أنه من عشاق السيارات ويتوفر على تشكيلة منها، بل إنه الوحيد الذي يسمح له الملك -حسب مصادر مطلعة-بأن يسوق سياراته الرياضية الخاصة.ويبدو أنه يفكر في الزواج في الثلاثينات اقتناعا منه أنه سن الرشد، واحتراما للتراتبية التي تقتضي أن يتزوج -حسب الأعراف- ابن عمه الأمير مولاي رشيد قبله.
يرافق الملك خلال كل زياراته سواء الرسمية منها أو تلك المتعلقة بالراحة والسياحة، وإن كان لا يظهر في غالب الأحيان في الصورة. لم يتخذ قرار إتمام دراسته في الخارج بعد حصوله على الإجازة من جامعة الأخوين، وإن كان قد درس لمدة سنة كاملة في أكاديمية عسكرية في بريطانيا. هو من عشاق برشلونة، كما أنه يحب ريال مدريد، وقد جرت العادة أن يتنقل إلى العواصم الأوروبية لمتابعة أبرز مباريات كرة القدم المتعلقة بكأس أوروبا للفرق البطلة، كما اعتاد متابعة مباريات الفريق الوطني دون أن يثير الانتباه.و يعشق الفن التشكيلي، لذلك يعتزم فتح دار للعرض في الدار البيضاء، كما أنه من عشاق السيارات ويتوفر على تشكيلة منها، بل إنه الوحيد الذي يسمح له الملك -حسب مصادر مطلعة-بأن يسوق سياراته الرياضية الخاصة.ويبدو أنه يفكر في الزواج في الثلاثينات اقتناعا منه أنه سن الرشد، واحتراما للتراتبية التي تقتضي أن يتزوج -حسب الأعراف- ابن عمه الأمير مولاي رشيد قبله.
كاتـم أسـرار محمد السـادس ورفيقـه الدائـم خـلال السـفر
حينما فتح مولاي يوسف عينيه على الدنيا، وجد نفسه محاطا بعناية أم ليست إلا شقيقة الملك الراحل الحسن الثاني من أبيه، التي أنجبتها للا زهرة قبل أسابيع معدودة من إنجاب ضرتها للا عبلة لمولاي الحسن، ولي العهد الذي سيحمل بعد عقود معدودة اسما لن يعرف ثلثا المغاربة ملكا سواه، وكان يكفي أن يذكر اسمه كي ترتعد الفرائص: «الحسن الثاني».و كان لوالدة مولاي يوسف مكانة خاصة في قلب محمد الخامس، الذي حرص عند ولادة ابنته للا فاطم الزهراء على إحياء عقيقة نحرت فيها الأضاحي وعلت أصوات الأجواق عشية الاستقلال، ولم يمح أجواء احتفالاتها الصاخبة، إلا دوي صوت المدافع التي أطلقت بمناسبة ميلاد ولي العهد الحسن. هو ابن شقيقة الحسن الثاني إذن، ونجل الأمير مولاي علي، ابن شقيقة الملك محمد الخامس، الذي كان قد التحق بخاله في مدغشقر، وجزاء له على وفائه، منحه محمد الخامس لقب أمير وزوّجه من ابنته للا فاطم الزهراء. وقد كان للسلطان مولاي يوسف ابنة اختار لها من الأسماء اسم للا جمالة، وهي إحدى شقيقات السلطان محمد الخامس، التي ستقترن بمولاي الحسن وستنجب منه أولادا وبناتا، الذي يهمنا منهم الآن مولاي علي والد الأشقاء عبد الله، يوسف، وللا جمالة التي عينها محمد السادس سفيرة للمملكة في بريطانيا، وهي كما تلاحظون تحمل اسم جدتها من أبيها، وهي ثاني أميرة تشغل منصبا ديبلوماسيا، بعد عمتها للا عائشة. ولاحظوا كيف تتشعب الشجرة التي يتحدر منها أبناء الزوجين الأمير علي، وللا جمالة، وهي الفروع التي تجمع في نفس الآن بين عائلة الأمير مولاي عبد الله عبر ابنته للا زينب التي اقترنت بمحمد بنسليمان نجل توفيق بنسليمان وللا بدرة ابنة مولاي الحسن من زوجته الثانية فاطم الزهراء حفيدة مولاي أمبارك العلوي.وهي نفس الشجرة التي تضم فروعها الجنرال مولاي حفيظ بعد زواجه من فاطم الزهراء ابنة أخت محمد الخامس وعمة مولاي يوسف، لتصل جذورها من جديد بآل بنسليمان عبر زواج عبد الله ابن للا جمالة ومولاي علي من أم الغيث الخطيب التي تضعنا رأسا أمام الشبكة العائلية المعقدة لآل بنسليمان والخطيب والكباص، وتلك قصة أخرى نشأت بدار المخزن على ضفاف أسوار البلاط.
ولد الأشقاء مولاي عبد الله، مولاي يوسف، وللا جمالة من رحم الأسرة الوطنية التي ساندت أب الإستقلال في محنته في المنفى، ولم تمر العلاقة المتينة بين مولاي علي وخاله محمد الخامس ثم مع ابن خاله الحسن الثاني، دون أن تترك بصماتها على علاقة حفدة ابن الأخ، الذي قرر محمد الخامس أن يمنحه لقب أمير، مع حفيده محمد السادس، وقبله مع نجله الحسن الثاني.فحينما فكر الملك الراحل في اقتناء نسبة من شركة «أونا» (أومنيوم المغرب)، لم يجد إلا مولاي علي ليكلفه بالإشراف على هذه المهمة، بل الأكثر من ذلك سيضعه على رأسها.
وإذا كانت ملامح الأمير مولاي عبد الله الابن البكر للأمير مولاي علي، الأكثر ظهورا إلى جانب الملك محمد السادس، فإن شقيقه مولاي يوسف يظل -حسب مصادر مقربة من البلاط-أكثر قربا من وريث الحسن الثاني.و كان قد برز اسم مولاي عبد الله بصفته أحد المساهمين في شركة «لون سطار إينرجي» التي يملك أغلب رأسمالها رجال أعمال أمريكيون، في عز ما أصبح يعرف بـ «كذبة تالسينت للبترول المفقود»، قبل أن تبعده من المربع الذهبي للبلاط، ليعود بعد سنوات ليضخ حوالي ثلاثة عشر مليون دولار في شركة «دالة البركة»، وقد رهن عملية ضخ هذا المبلغ باستفادته من صفقة بناء المركب السياحي تاغزوت بعروس الجنوب أكادير، والإشراف عليه، لكن، يبدو أن الدولة سحبت منه المشروع بعد تأخره في بنائه وعجزه عن الالتزام بدفتر التحملات. ولم تمض إلا شهور معدودة، حتى عاد الدفء بين محمد السادس وبين الابن البكر لمولاي علي بعد غضبة ملكية ثانية، الشيء الذي يؤكده ظهوره المتواتر إلى جانب محمد السادس وبروزه وراء فكرة مهرجان الفروسية في الجديدة. وإذا كان مولاي عبد الله يعول على محمد بنسليمان زوج للا زينب وقريبه في نفس الآن في إدارة نصيبه من ثروة والده المرحوم مولاي علي، فإن شقيقه مولاي يوسف يعتمد على علي رضى ربيع نجل المرحوم عبد الصادق ربيع الأمين العام السابق للحكومة في إدارة مشاريعه وأمواله الذي تقدر بالملايير، فهو ابن الأمير الذي يقال عنه إنه كان يملك قيد حياته في الدار البيضاء لوحدها ربع أراضي العاصمة الإقتصادية!و يحكى أنه بعد وفاة الأمير مولاي علي، كان قد بعث الملك الراحل الحسن الثاني مع شقيقته للا فاطم الزهراء إلى سويسرا كلا من الجنرال القادري، وعبد الفتاح فرج مدير الكتابة الخاصة للملك الراحل، للإطلاع على بعض من حسابات زوجها. لكن، يبدو أن القائمين على إحدى أشهر البنوك السويسرية امتنع يومها عن الكشف عن حجم الودائع البنكية للأمير، وحجتهم في ذلك أن الشفرة ليست متاحة إلا لزوجته.الرسالة يومها وصلت: الثروة التي خبأها الأمير مولاي علي، الذي جمعته بين أبنائه وولي عهد الحسن الثاني علاقات صداقة وطيدة، تقدر بالملايير.و يظل مولاي يوسف الذي درس مع الأمير مولاي رشيد-حسب مصادر مطلعة- واحدا من الأصدقاء المقربين من محمد السادس، وللذين لا يعرفونه، فقد بدا مبتسما وعلامات الفرح بادية على وجهه وهو يحمل على كتفه مباشرة خلف الأمير مولاي رشيد العريس محمد السادس، وهو باستمرار الجالس الدائم على يسار محمد السادس، وفي الجهة المقابلة لشقيق محمد السادس خلال الدروس الرمضانية. يرافق الملك على الدوام في أسفاره ورحلاته الخاصة، مثلما لا يفارقه في صلوات الجمعة، وخلال الدروس الرمضانية. بارع في ممارسة التزلج على الجليد والماء، الهوايتان المفضلتان لدى الملك، وهو كما يؤكد لـ «الأيام» مصدر مطلع:«لا يدخن، لا يشرب الخمر، جدي، وهذه بعض الخصال التي جعلت محمد السادس يحرص على اتخاذه صديقا ورفيقا له مباشرة بعد جلوسه على العرش. يصطحبه إلى المطاعم، ويرافقه في جولات «الشوبينغ»، جليسه الكتوم والوفي، ويشاركه جزءا من انشغالاته كملك، وهذا مصدر افتخار واعتزاز لوالدته الأميرة للا فاطم الزهراء، التي تبلغ من العمر الآن ثمانين سنة»و لمولاي يوسف أسهم في الكثير من المشاريع العقارية والسياحية الضخمة، ولا يتخذ أية خطوة دون استشارة محمد السادس، خوفا من أن يثير غضب ملك حدث في الكثير من المرات أن أثارته بعض الخطوات غير المحسوبة في عالم الأمراء و«البزنس»!
ولد الأشقاء مولاي عبد الله، مولاي يوسف، وللا جمالة من رحم الأسرة الوطنية التي ساندت أب الإستقلال في محنته في المنفى، ولم تمر العلاقة المتينة بين مولاي علي وخاله محمد الخامس ثم مع ابن خاله الحسن الثاني، دون أن تترك بصماتها على علاقة حفدة ابن الأخ، الذي قرر محمد الخامس أن يمنحه لقب أمير، مع حفيده محمد السادس، وقبله مع نجله الحسن الثاني.فحينما فكر الملك الراحل في اقتناء نسبة من شركة «أونا» (أومنيوم المغرب)، لم يجد إلا مولاي علي ليكلفه بالإشراف على هذه المهمة، بل الأكثر من ذلك سيضعه على رأسها.
وإذا كانت ملامح الأمير مولاي عبد الله الابن البكر للأمير مولاي علي، الأكثر ظهورا إلى جانب الملك محمد السادس، فإن شقيقه مولاي يوسف يظل -حسب مصادر مقربة من البلاط-أكثر قربا من وريث الحسن الثاني.و كان قد برز اسم مولاي عبد الله بصفته أحد المساهمين في شركة «لون سطار إينرجي» التي يملك أغلب رأسمالها رجال أعمال أمريكيون، في عز ما أصبح يعرف بـ «كذبة تالسينت للبترول المفقود»، قبل أن تبعده من المربع الذهبي للبلاط، ليعود بعد سنوات ليضخ حوالي ثلاثة عشر مليون دولار في شركة «دالة البركة»، وقد رهن عملية ضخ هذا المبلغ باستفادته من صفقة بناء المركب السياحي تاغزوت بعروس الجنوب أكادير، والإشراف عليه، لكن، يبدو أن الدولة سحبت منه المشروع بعد تأخره في بنائه وعجزه عن الالتزام بدفتر التحملات. ولم تمض إلا شهور معدودة، حتى عاد الدفء بين محمد السادس وبين الابن البكر لمولاي علي بعد غضبة ملكية ثانية، الشيء الذي يؤكده ظهوره المتواتر إلى جانب محمد السادس وبروزه وراء فكرة مهرجان الفروسية في الجديدة. وإذا كان مولاي عبد الله يعول على محمد بنسليمان زوج للا زينب وقريبه في نفس الآن في إدارة نصيبه من ثروة والده المرحوم مولاي علي، فإن شقيقه مولاي يوسف يعتمد على علي رضى ربيع نجل المرحوم عبد الصادق ربيع الأمين العام السابق للحكومة في إدارة مشاريعه وأمواله الذي تقدر بالملايير، فهو ابن الأمير الذي يقال عنه إنه كان يملك قيد حياته في الدار البيضاء لوحدها ربع أراضي العاصمة الإقتصادية!و يحكى أنه بعد وفاة الأمير مولاي علي، كان قد بعث الملك الراحل الحسن الثاني مع شقيقته للا فاطم الزهراء إلى سويسرا كلا من الجنرال القادري، وعبد الفتاح فرج مدير الكتابة الخاصة للملك الراحل، للإطلاع على بعض من حسابات زوجها. لكن، يبدو أن القائمين على إحدى أشهر البنوك السويسرية امتنع يومها عن الكشف عن حجم الودائع البنكية للأمير، وحجتهم في ذلك أن الشفرة ليست متاحة إلا لزوجته.الرسالة يومها وصلت: الثروة التي خبأها الأمير مولاي علي، الذي جمعته بين أبنائه وولي عهد الحسن الثاني علاقات صداقة وطيدة، تقدر بالملايير.و يظل مولاي يوسف الذي درس مع الأمير مولاي رشيد-حسب مصادر مطلعة- واحدا من الأصدقاء المقربين من محمد السادس، وللذين لا يعرفونه، فقد بدا مبتسما وعلامات الفرح بادية على وجهه وهو يحمل على كتفه مباشرة خلف الأمير مولاي رشيد العريس محمد السادس، وهو باستمرار الجالس الدائم على يسار محمد السادس، وفي الجهة المقابلة لشقيق محمد السادس خلال الدروس الرمضانية. يرافق الملك على الدوام في أسفاره ورحلاته الخاصة، مثلما لا يفارقه في صلوات الجمعة، وخلال الدروس الرمضانية. بارع في ممارسة التزلج على الجليد والماء، الهوايتان المفضلتان لدى الملك، وهو كما يؤكد لـ «الأيام» مصدر مطلع:«لا يدخن، لا يشرب الخمر، جدي، وهذه بعض الخصال التي جعلت محمد السادس يحرص على اتخاذه صديقا ورفيقا له مباشرة بعد جلوسه على العرش. يصطحبه إلى المطاعم، ويرافقه في جولات «الشوبينغ»، جليسه الكتوم والوفي، ويشاركه جزءا من انشغالاته كملك، وهذا مصدر افتخار واعتزاز لوالدته الأميرة للا فاطم الزهراء، التي تبلغ من العمر الآن ثمانين سنة»و لمولاي يوسف أسهم في الكثير من المشاريع العقارية والسياحية الضخمة، ولا يتخذ أية خطوة دون استشارة محمد السادس، خوفا من أن يثير غضب ملك حدث في الكثير من المرات أن أثارته بعض الخطوات غير المحسوبة في عالم الأمراء و«البزنس»!
الأميـر الـذي عقـد قرانـه مـع الـملك فـي نفـس اليـوم
لم تستطع أي من العائلات التي تصاهرت مع الأسرة الملكية أن تحافظ على وجودها في المربع الذهبي للمملكة الشريفة، مثلما حدث مع آل الشرقاوي.فقد خرج فؤاد الفيلالي من رحاب القصور في آخر أيام الحسن الثاني بعد انفصاله عن الأميرة لالة مريم، وانتهى عهد عائلة بليوط بوشنتوف الذي كان نجله خالد زوج الأميرة لالة أسماء، ثم تراجع نفوذ آل بنحربيط بعدما صنع الابن خليل جزءا من مجد العائلة بالقصر بجانب الأميرة حسناء.آل الشرقاوي هم الوحيدون الذين دخلوا القصر منذ عهد الملك الراحل وحافظوا على موقعهم الاعتباري الذي انطلق منذ أن عقد قران الأميرة لالة مليكة عمة الملك محمد السادس على محمد الشرقاوي.فلم تحظ العائلات التي استطاعت أن تتصاهر مع العائلة الملكية بنفس الوضعية الاعتبارية التي حظيت بها عائلة محمد الشرقاوي، ويبدو أن السر في ذلك لا يعود فقط إلى قدرتها على مصاهرة الحسن الثاني قبل عقود، بل إلى قدرتها على الحفاظ على مواقعها المتقدمة منذ عهد الملك محمد الخامس.فلمحمد الخامس ابنان وهما الحسن الثاني والأمير مولاي عبد الله، وله أيضا أربع بنات وهن الأميرة لالة عائشة زوجة محمد اليعقوبي، ولالة فاطمة الزهراء زوجة الراحل الأمير علي، ولالة أمينة التي لها وضعية اعتبارية خاصة في وسط الأسرة الملكية بحكم أنها ازدادت في المنفى في مدغشقر في سنة 1954، وهي التي تزوجت الراحل إدريس الوزاني، ثم الأميرة لالة مليكة زوجة محمد الشرقاوي.وللأميرة مليكة بنت واحدة هي ربيعة وثلاثة أبناء استطاعوا أن يلجوا بلاط محمد السادس بعد انتهاء مشوار الدراسة في أكثر من تخصص، وهم عمر وسليمان والمهدي، الأعمدة القوية في الدائرة المقربة للملك محمد السادس في أكثر من قطاع وفي أكثر من مهمة حساسة، داخل المغرب وخارجه.
وقد لا يكون في ذلك أية غرابة، فالأم عمة محمد السادس، والأب واحد من المقربين لمحمد الخامس، وأحد الوزراء في حكومات الحسن الثاني، وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في خامس حكومة بعد استقلال البلاد ترأسها محمد الخامس في ماي 1960، وهو المنصب الذي حافظ عليه في الحكومة الموالية التي قادها الحسن الثاني في فبراير 1961، وهو أيضا محمد الشرقاوي الذي عمل سفيرا للمملكة الشريفة في العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يتفرغ للأعمال الحرة.
لقد ظلت حياة هؤلاء الأمراء في الظل منذ عقود، وعلى الرغم من الانفتاح الجزئي والمحروس للعائلة الملكية على محيطها الاجتماعي خلال السنوات القليلة الماضية، فلم يسبق للمغاربة أن تعرفوا على الأدوار التي يقوم بها حفدة محمد الخامس، وكانت أول مناسبة تعرف فيها المغاربة على أمراء الظل في أواخر سنة 2005، من خلال الصورة الجماعية للعائلة الملكية التي نشرت على صفحات المجلة الفرنسية الشهيرة «باري ماتش».و لأبناء الأميرة لالة مليكة ومحمد الشرقاوي أكثر من مهمة بالقصر على نحو ما تؤكده مصادر مقربة من بلاط محمد السادس، والتي تضيف أن منهم من اشتغل إلى جانب الملك محمد السادس منذ توليه الحكم في نهاية سنة 1999 قبل أن يتفرغ إلى الأعمال الحرة كالأمير مولاي المهدي، وأن منهم من لا يزال مكلفا بمهام خاصة كما هو الحال بالنسبة لمولاي عمر ومولاي سليمان، وتضيف نفس المصادر أن هذه الاستراتيجية كانت بأمر من محمد السادس : «... فلم يسبق أن تعرفت النخبة السياسية والاقتصادية ... على الأمراء حفدة محمد الخامس إلا في بدايات العقد الماضي، حينما تردد في كواليس القصر اسم الأمير عبد الله نجل الأميرة لالة فاطمة الزهراء أخت الأميرة لالة مليكة باعتباره مكلفا بمهمة ببلاط محمد السادس في موضوع البترول الذي قيل إنه اكتشف في منطقة تالسينت، وواحدا من المساهمين في الشركة التي كانت ستحظى باستغلاله...».في هذه الفترة، تسربت من كواليس القصر أسماء الأمراء عمر وسليمان والمهدي أبناء الأميرة لالة مليكة ومحمد الشرقاوي باعتبارهم مكلفين بمهمة، كما تردد اسم الأمير يوسف رجل الأعمال و نجل الأميرة لالة فاطمة الزهراء، قبل أن تزداد الصورة وضوحا في حفل زفاف محمد السادس، حيث كان ضيوف الملك يتابعون كيف ذوب مولاي سليمان التفاصيل الرتيبة لبروتوكول دار المخزن وهو يتنقل رفقة الملك في أجنحة القصر.ومع ذلك، فإن الأمير مولاي سليمان لا يظهر كثيرا في الصورة الرسمية للأنشطة الملكية بالمقارنة مع أخويه عمر والمهدي، على الرغم من أنه من المرافقين للملك في العديد من المناسبات الرسمية والدينية، مثلما يحدث خلال صلاة الملك في أحد مساجد المملكة بمناسبة عيد الفطر أو عيد الأضحى...
إنهم ليسوا مستشارين على نحو ما تؤكده نفس المصادر، وليسوا أيضا مكلفين بمهمة على غرار «كوموندو» بلاط محمد السادس من مثل فاضل بنيعيش المكلف بملف العلاقات المغربية الإسبانية، ومع ذلك فإنهم دائما في الدائرة الضيقة للملك محمد السادس، سواء في تحركاته داخل المملكة أو خارجها: «... يهيئون الملفات التي يكلفهم بها الملك، ويحرصون على ترتيب آخر التفاصيل الدقيقة لأجندته. إنهم يشكلون السواعد الآمنة للملك» تشرح نفس المصادر، وتقول أيضا إن سليمان الشرقاوي ابن الأميرة مليكة ليس فقط واحدا من سواعد الملك التي تتحرك في الظل، بل إنه يحظى بعناية خاصة لدى الملك محمد السادس.
الأمير مولاي سليمان، كان واحدا من الضيوف القلائل الذين حضروا حفل قران العاهل المغربي على سلمى بناني في شهر مارس من سنة 2002، وهو واحد من الأمراء في الدائرة الضيقة لمحمد السادس الذين كانوا ضمن العدد المحدود للذين تابعوا أجواء هذا الحفل الذي لم يحضره أي عضو من أعضاء حكومة إدريس جطو أو مستشار من مستشاري الملك، فقد اقتصر حفل عقد القران الذي قام بتحريره محمد الريش ناظر أوقاف مدينة الرباط سابقا على أفراد العائلة الملكية والأصدقاء وعائلة بناني وأصهار العائلة الملكية ... ومن بينهم الأمير سليمان الذي حظي بعقد قرانه على الآنسة هند هريد في نفس اليوم الذي عقد فيه الملك قرانه على ابنة الشعب...
وقد لا يكون في ذلك أية غرابة، فالأم عمة محمد السادس، والأب واحد من المقربين لمحمد الخامس، وأحد الوزراء في حكومات الحسن الثاني، وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية في خامس حكومة بعد استقلال البلاد ترأسها محمد الخامس في ماي 1960، وهو المنصب الذي حافظ عليه في الحكومة الموالية التي قادها الحسن الثاني في فبراير 1961، وهو أيضا محمد الشرقاوي الذي عمل سفيرا للمملكة الشريفة في العاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يتفرغ للأعمال الحرة.
لقد ظلت حياة هؤلاء الأمراء في الظل منذ عقود، وعلى الرغم من الانفتاح الجزئي والمحروس للعائلة الملكية على محيطها الاجتماعي خلال السنوات القليلة الماضية، فلم يسبق للمغاربة أن تعرفوا على الأدوار التي يقوم بها حفدة محمد الخامس، وكانت أول مناسبة تعرف فيها المغاربة على أمراء الظل في أواخر سنة 2005، من خلال الصورة الجماعية للعائلة الملكية التي نشرت على صفحات المجلة الفرنسية الشهيرة «باري ماتش».و لأبناء الأميرة لالة مليكة ومحمد الشرقاوي أكثر من مهمة بالقصر على نحو ما تؤكده مصادر مقربة من بلاط محمد السادس، والتي تضيف أن منهم من اشتغل إلى جانب الملك محمد السادس منذ توليه الحكم في نهاية سنة 1999 قبل أن يتفرغ إلى الأعمال الحرة كالأمير مولاي المهدي، وأن منهم من لا يزال مكلفا بمهام خاصة كما هو الحال بالنسبة لمولاي عمر ومولاي سليمان، وتضيف نفس المصادر أن هذه الاستراتيجية كانت بأمر من محمد السادس : «... فلم يسبق أن تعرفت النخبة السياسية والاقتصادية ... على الأمراء حفدة محمد الخامس إلا في بدايات العقد الماضي، حينما تردد في كواليس القصر اسم الأمير عبد الله نجل الأميرة لالة فاطمة الزهراء أخت الأميرة لالة مليكة باعتباره مكلفا بمهمة ببلاط محمد السادس في موضوع البترول الذي قيل إنه اكتشف في منطقة تالسينت، وواحدا من المساهمين في الشركة التي كانت ستحظى باستغلاله...».في هذه الفترة، تسربت من كواليس القصر أسماء الأمراء عمر وسليمان والمهدي أبناء الأميرة لالة مليكة ومحمد الشرقاوي باعتبارهم مكلفين بمهمة، كما تردد اسم الأمير يوسف رجل الأعمال و نجل الأميرة لالة فاطمة الزهراء، قبل أن تزداد الصورة وضوحا في حفل زفاف محمد السادس، حيث كان ضيوف الملك يتابعون كيف ذوب مولاي سليمان التفاصيل الرتيبة لبروتوكول دار المخزن وهو يتنقل رفقة الملك في أجنحة القصر.ومع ذلك، فإن الأمير مولاي سليمان لا يظهر كثيرا في الصورة الرسمية للأنشطة الملكية بالمقارنة مع أخويه عمر والمهدي، على الرغم من أنه من المرافقين للملك في العديد من المناسبات الرسمية والدينية، مثلما يحدث خلال صلاة الملك في أحد مساجد المملكة بمناسبة عيد الفطر أو عيد الأضحى...
إنهم ليسوا مستشارين على نحو ما تؤكده نفس المصادر، وليسوا أيضا مكلفين بمهمة على غرار «كوموندو» بلاط محمد السادس من مثل فاضل بنيعيش المكلف بملف العلاقات المغربية الإسبانية، ومع ذلك فإنهم دائما في الدائرة الضيقة للملك محمد السادس، سواء في تحركاته داخل المملكة أو خارجها: «... يهيئون الملفات التي يكلفهم بها الملك، ويحرصون على ترتيب آخر التفاصيل الدقيقة لأجندته. إنهم يشكلون السواعد الآمنة للملك» تشرح نفس المصادر، وتقول أيضا إن سليمان الشرقاوي ابن الأميرة مليكة ليس فقط واحدا من سواعد الملك التي تتحرك في الظل، بل إنه يحظى بعناية خاصة لدى الملك محمد السادس.
الأمير مولاي سليمان، كان واحدا من الضيوف القلائل الذين حضروا حفل قران العاهل المغربي على سلمى بناني في شهر مارس من سنة 2002، وهو واحد من الأمراء في الدائرة الضيقة لمحمد السادس الذين كانوا ضمن العدد المحدود للذين تابعوا أجواء هذا الحفل الذي لم يحضره أي عضو من أعضاء حكومة إدريس جطو أو مستشار من مستشاري الملك، فقد اقتصر حفل عقد القران الذي قام بتحريره محمد الريش ناظر أوقاف مدينة الرباط سابقا على أفراد العائلة الملكية والأصدقاء وعائلة بناني وأصهار العائلة الملكية ... ومن بينهم الأمير سليمان الذي حظي بعقد قرانه على الآنسة هند هريد في نفس اليوم الذي عقد فيه الملك قرانه على ابنة الشعب...
حفيد محمد الخامس الذي اختار الفرس للخروج من الظل
يفخر الأمير مولاي عبد الله، ابن عمة محمد السادس، أنه ينحدر من سلالة السلطان محمد الخامس جده من أمه للا فاطمة الزهراء، الأخت غير الشقيقة للملك الراحل الحسن الثاني. لذلك استطاع أن يحافظ لنفسه على موقع متقدم إلى جانب الملك الجديد الذي يعتبره من أقرب أصدقائه.ويفخر مولاي عبد الله أن شقيقته الأميرة للا جمالة، التي ظلت ترأس الجمعية المغربية البريطانية، هي السفيرة الجديدة التي عينها محمد السادس سفيرة للمغرب لدى المملكة المتحدة. وكأنها تعود لاستكمال ما سبق أن بدأته الأميرة للا عائشة، شقيقة الحسن الثاني التي قامت بنفس المهمة في الفترة الممتدة ما بين سنتي 1965 و1969.
مولاي عبد الله اليوم هو رجل أعمال يفضل أن يشتغل في الظل.
لم يتزوج بعد، فقط لأنه اختار، إلى جانب عالم العقار الذي انخرط فيه مبكرا، وعرف كيف يحقق فيه جملة من الانجازات، عالم الفلاحة وهو يستثمر في الضيعات الفلاحية الخاصة، أو تلك التي جادت بها شركتا صوديا وسوجيطا، لكن دون أن يظهر في الصورة.
للأمير مولاي عبد الله علاقة خاصة بالملك محمد السادس، على الرغم من بعض الهفوات التي سقط فيها الأمير ليكون نصيبه غضبة ملكية، سرعان ما ينساها محمد السادس.ولم يعد الأمر سرا أن حكاية بترول تالسينت، الذي صدقها المغاربة وأمن بها الملك، وحكا الكثيرون عن خيراتها التي ستحول المغرب إلى جنة عدن، لم يكن خلفها غير الأمير مولاي عبد الله، الذي كان أحد المساهمين في الشركة الأمريكية التي أوهمت المغاربة بوجود الذهب الأسود في تربة تالسينت.
غضب الملك على ابن عمته. وسجل المولعون بتتبع حركات محمد السادس، كيف أن الأمير لم يعد له مكان بقرب ملك البلاد، خصوصا أثناء أداء صلاة الجمعة، أو الأعياد الدينية حيث يظهر في الصورة شقيقه مولاي يوسف. كما أن وجوده إلى جانب الملك خلال حصص الدروس الحسنية التي ظلت تلقى خلال شهر رمضان، أصبح ثانويا. غير أن غضبات الملك خصوصا حينما يتعلق الأمر بأفراد عائلته الملكية، سرعان ما يتم التراجع عنها ويعود الأمير إلى جانب صديق طفولته.ويحكي عارفون بخبايا القصور الملكية كيف أن الأمير مولاي عبد الله كان من أقرب أصدقاء محمد السادس وهو لا يزال وليا للعهد، يافعا يهوى ممارسة ركوب الخيل وبعض حصص مباريات كرة القدم، التي ظل الأمراء يخوضون فيها مباريات داخل ملاعب القصر. وكان الحسن الثاني يفضل أن يتابع عن بعد كيف يراوغ ولي عهده، وكيف يسجل الأمراء الأهداف. لذلك اختار أن يستقدم لاعب فريق اتحاد تواركة ثم الجيش الملكي بعد ذلك، والمنتخب الوطني لكرة القدم، محمد التيمومي ليخوض مع أمراء القصر بعض المباريات، خصوصا وأن الملك الراحل كان من أشد المعجبين بمحمد التيمومي. أما الأمير مولاي عبد الله، فظل يشكل أحد أعمدة فريق محمد السادس.و اليوم حتى وقد أصبح محمد السادس ملكا، لم يفرط في صداقته لابن عمته الأميرة للا فاطمة الزهراء، حيث يرافقه في العديد من خرجاته الخاصة سواء بداخل المغرب أو خارجه.وقد تعلم الأمير من خالته الأميرة للا أمينة، التي لا تزال ترأس جامعة الفروسية، رياضة ركوب الخيل، لذلك اختار أن يخصص للخيول وقتا أكبر من كل الاهتمامات الأخرى. وفي مقر إقامتة بطريق ازمور على مقربة من الجماعة القروية لاثنين هشتوكة، اختار ابن للا فاطمة الزهراء أن يشيد فضاء واسعا خصصه لتربية الخيول والتملي بطلعتها، بعد أن نسج مع ساكنة المنطقة علاقات خاصة جدا يكاد يذيب فيها صفته الأميرية خصوصا حينما استطاع أن يشرف بنفسه على شق الطرق وتبليطها. كما ظل يساهم في إعادة هيكلة عدد من الحجرات المدرسية التي تجاور مقر إقامته، وحمل لأطفالها عددا كبيرا من اللعب والهدايا والأدوات المدرسية.ولم يكن الأمر غريبا على ابن عمة الملك، الذي عرف كيف يحول مقطعا من مقاطع الطريق السيار الرابطة بين الدار البيضاء والجديدة لتصل إلى مقر إقامته ما اعتبرته الساكنة إنجازا كبيرا فك العزلة على المنطقة،خصوصا وأن ولي العهد الجديد الأمير مولاي الحسن أعجب بمقر ابن عمة والده حيث ظل يزور المنطقة عند نهاية الأسبوع رفقة بعض أصدقائه.وجزاء على هذا الاهتمام الكبير الذي أبداه الأمير مولاي عبد الله بعالم الخيول والفروسية، لدرجة علق الكثيرون كيف أن الأمير قد يسحب البساط من تحت أقدام خالته للا أمينة التي ظلت تنظم أسبوعا للفرس سنويا، أصبح مولاي عبد الله رئيسا لجمعية معرض الفرس الذي نظمت دورته الأولى بالجديدة خلال الفترة الممتدة ما بين 22 و25 أكتوبر من السنة الماضية، حيث ظل الأمير مولاي عبد الله يتتبع كل صغيرة وكبيرة لإنجاح الدورة التي اختير لها شعار «ولع واعتزاز» دلالة على أن الفرس ضارب في عمق الثقافة المغربية منذ أكثر من 3 آلاف سنة.
في معرض الجديدة الذي احتضنه ملعب الأميرة للا مليكة، انخرط الأمير مع الخيالة والفرسان. وظل يطوف حول العارضين الذين وصل عددهم المائة ليستمع لشروحاتهم رفقة الملك. وانتشى بأعداد الزائرين الذي قارب المائة ألف، في الوقت الذي راهنت جمعية ابن عمة محمد السادس على ثمانين ألف زائر فقط.
ابن عمة الملك محمد السادس هو أمير ظل. غير أن انخراطه في عالم الفروسية والخيول أخرجه من ظل الأمراء، إلى ضوء الشعب بالنظر إلى أن للفروسية وضع اعتباري خاص عند المغاربة. إنها لحظة من لحظات الفرح التي يشعر المغاربة بقيمتها، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالتبوريدة التي شكلت الحدث في الملتقى الأول للفرس الذي نظمته جمعية يرأسها الأمير مولاي عبد الله ابن شقيقة الحسن الثاني الأميرة للا فاطمة الزهراء.
مولاي عبد الله اليوم هو رجل أعمال يفضل أن يشتغل في الظل.
لم يتزوج بعد، فقط لأنه اختار، إلى جانب عالم العقار الذي انخرط فيه مبكرا، وعرف كيف يحقق فيه جملة من الانجازات، عالم الفلاحة وهو يستثمر في الضيعات الفلاحية الخاصة، أو تلك التي جادت بها شركتا صوديا وسوجيطا، لكن دون أن يظهر في الصورة.
للأمير مولاي عبد الله علاقة خاصة بالملك محمد السادس، على الرغم من بعض الهفوات التي سقط فيها الأمير ليكون نصيبه غضبة ملكية، سرعان ما ينساها محمد السادس.ولم يعد الأمر سرا أن حكاية بترول تالسينت، الذي صدقها المغاربة وأمن بها الملك، وحكا الكثيرون عن خيراتها التي ستحول المغرب إلى جنة عدن، لم يكن خلفها غير الأمير مولاي عبد الله، الذي كان أحد المساهمين في الشركة الأمريكية التي أوهمت المغاربة بوجود الذهب الأسود في تربة تالسينت.
غضب الملك على ابن عمته. وسجل المولعون بتتبع حركات محمد السادس، كيف أن الأمير لم يعد له مكان بقرب ملك البلاد، خصوصا أثناء أداء صلاة الجمعة، أو الأعياد الدينية حيث يظهر في الصورة شقيقه مولاي يوسف. كما أن وجوده إلى جانب الملك خلال حصص الدروس الحسنية التي ظلت تلقى خلال شهر رمضان، أصبح ثانويا. غير أن غضبات الملك خصوصا حينما يتعلق الأمر بأفراد عائلته الملكية، سرعان ما يتم التراجع عنها ويعود الأمير إلى جانب صديق طفولته.ويحكي عارفون بخبايا القصور الملكية كيف أن الأمير مولاي عبد الله كان من أقرب أصدقاء محمد السادس وهو لا يزال وليا للعهد، يافعا يهوى ممارسة ركوب الخيل وبعض حصص مباريات كرة القدم، التي ظل الأمراء يخوضون فيها مباريات داخل ملاعب القصر. وكان الحسن الثاني يفضل أن يتابع عن بعد كيف يراوغ ولي عهده، وكيف يسجل الأمراء الأهداف. لذلك اختار أن يستقدم لاعب فريق اتحاد تواركة ثم الجيش الملكي بعد ذلك، والمنتخب الوطني لكرة القدم، محمد التيمومي ليخوض مع أمراء القصر بعض المباريات، خصوصا وأن الملك الراحل كان من أشد المعجبين بمحمد التيمومي. أما الأمير مولاي عبد الله، فظل يشكل أحد أعمدة فريق محمد السادس.و اليوم حتى وقد أصبح محمد السادس ملكا، لم يفرط في صداقته لابن عمته الأميرة للا فاطمة الزهراء، حيث يرافقه في العديد من خرجاته الخاصة سواء بداخل المغرب أو خارجه.وقد تعلم الأمير من خالته الأميرة للا أمينة، التي لا تزال ترأس جامعة الفروسية، رياضة ركوب الخيل، لذلك اختار أن يخصص للخيول وقتا أكبر من كل الاهتمامات الأخرى. وفي مقر إقامتة بطريق ازمور على مقربة من الجماعة القروية لاثنين هشتوكة، اختار ابن للا فاطمة الزهراء أن يشيد فضاء واسعا خصصه لتربية الخيول والتملي بطلعتها، بعد أن نسج مع ساكنة المنطقة علاقات خاصة جدا يكاد يذيب فيها صفته الأميرية خصوصا حينما استطاع أن يشرف بنفسه على شق الطرق وتبليطها. كما ظل يساهم في إعادة هيكلة عدد من الحجرات المدرسية التي تجاور مقر إقامته، وحمل لأطفالها عددا كبيرا من اللعب والهدايا والأدوات المدرسية.ولم يكن الأمر غريبا على ابن عمة الملك، الذي عرف كيف يحول مقطعا من مقاطع الطريق السيار الرابطة بين الدار البيضاء والجديدة لتصل إلى مقر إقامته ما اعتبرته الساكنة إنجازا كبيرا فك العزلة على المنطقة،خصوصا وأن ولي العهد الجديد الأمير مولاي الحسن أعجب بمقر ابن عمة والده حيث ظل يزور المنطقة عند نهاية الأسبوع رفقة بعض أصدقائه.وجزاء على هذا الاهتمام الكبير الذي أبداه الأمير مولاي عبد الله بعالم الخيول والفروسية، لدرجة علق الكثيرون كيف أن الأمير قد يسحب البساط من تحت أقدام خالته للا أمينة التي ظلت تنظم أسبوعا للفرس سنويا، أصبح مولاي عبد الله رئيسا لجمعية معرض الفرس الذي نظمت دورته الأولى بالجديدة خلال الفترة الممتدة ما بين 22 و25 أكتوبر من السنة الماضية، حيث ظل الأمير مولاي عبد الله يتتبع كل صغيرة وكبيرة لإنجاح الدورة التي اختير لها شعار «ولع واعتزاز» دلالة على أن الفرس ضارب في عمق الثقافة المغربية منذ أكثر من 3 آلاف سنة.
في معرض الجديدة الذي احتضنه ملعب الأميرة للا مليكة، انخرط الأمير مع الخيالة والفرسان. وظل يطوف حول العارضين الذين وصل عددهم المائة ليستمع لشروحاتهم رفقة الملك. وانتشى بأعداد الزائرين الذي قارب المائة ألف، في الوقت الذي راهنت جمعية ابن عمة محمد السادس على ثمانين ألف زائر فقط.
ابن عمة الملك محمد السادس هو أمير ظل. غير أن انخراطه في عالم الفروسية والخيول أخرجه من ظل الأمراء، إلى ضوء الشعب بالنظر إلى أن للفروسية وضع اعتباري خاص عند المغاربة. إنها لحظة من لحظات الفرح التي يشعر المغاربة بقيمتها، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالتبوريدة التي شكلت الحدث في الملتقى الأول للفرس الذي نظمته جمعية يرأسها الأمير مولاي عبد الله ابن شقيقة الحسن الثاني الأميرة للا فاطمة الزهراء.
مهــام صغيــرة لأمــراء صغــار
حينما فتحا عينيهما على الدنيا في نهاية الثمانينيات، ألغى جدهما الحسن الثاني كل التزاماته للاستعداد لحدث طال انتظاره في رحاب القصر الملكي بالعاصمة الرباط، مع أن البلاد كانت تغلي على إيقاعات سياسية ساخنة.ففي الأسبوع الأول من شهر يوليوز من سنة 1988، كانت الأميرة البكر للحسن الثاني لالة مريم على موعد خاص جعلها تضع مولودها الذي اختارت له اسم إدريس، وهو الابن الثاني للأميرة التي عقدت قرانها بفؤاد الفيلالي في بداية الثمانينيات، بعد لالة سُكينة الأميرة المدللة للحسن الثاني والتي كانت قد ازدادت قبل هذا الحدث الملكي بسنتين فقط.و أسبوعين فقط بعد ذلك، عاد الحسن الثاني ليلغي كل التزاماته من جديد ليتفرغ لحدث من طينة خاصة بعدما أُخبر من طرف أطباء القصر أن ابنته الأميرة أسماء التي كانت قد عقدت قرانها على خالد رجل الأعمال وابن الحاج بليوط بوشنتوف أحد أعيان الدارالبيضاء، قد أنجبت ابنها البكر الأمير اليزيد.لقد كانت أول مناسبة يتعرف فيها المغاربة على الأميرين إدريس واليزيد في تلك الصورة الجماعية التي التقطت برحاب القصر الملكي بالعاصمة الرباط في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي، وذلك في أول انفتاح لجزء من الحياة الخاصة للأسرة الملكية على الصحافة، وقد تلا هذا الحدث انفتاح ثاني جاء في صيغة صورة جماعية للعائلة الملكية التي صدرت في المجلة الفرنسية الشهيرة «باري ماتش» في سنة 2005. في الصورة التي التقطت في بداية عقد التسعينيات بالقصر الملكي بالرباط، كان ولي العهد آنذاك يتوسط جزءا من أفراد العائلة الملكية، حيث كان على يمينه الأميرة لالة سُكينة التي كانت جالسة فوق فخذ أمها الأميرة لالة مريم بمحاذاة أخيها الأمير مولاي إدريس بجاور والده فؤاد الفيلالي ابن الوزير الأول للملك الحسن الثاني عبد اللطيف الفيلالي ووزيره في الخارجية مع مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وفي الجهة الأخرى كانت الأميرة لالة أسماء تداعب ابنها الأمير اليزيد وخلفهما زوجها السابق خالد بوشنتوف على مقربة من الأمير مولاي رشيد والأميرة لالة حسناء التي لم تكن بعد قد عقدت قرانها على الطبيب خليل نجل بن حربيط عامل ملحق بوزارة الداخلية على عهد إدريس البصري.
إنها أول مناسبة سيظهر فيها جيل جديد من أمراء القصر بعدما كان ولي العهد والأمير مولاي رشيد وأخواتهما في مقدمة الفاعلين الذين كان بلاط الحسن الثاني يصر على التركيز عليهم وعلى أنشطتهم.و لا يكبر الأمير إدريس الأمير اليزيد سوى بأربعة عشر يوما فقط، ففي شهر يوليوز من السنة الماضية احتفلا بعيد ميلادهما العشرين، وقد جرت العادة والبروتوكول بدار المخزن في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، أن لا يتكلف الأمراء في سن اليزيد وإدريس والأميرات من مجايل نُهيلة ابنة الأميرة أسماء التي احتفلت بعيد ميلادها السابع عشر في شهر ماي الماضي، بأية مهمة رسمية. ومع ذلك، فإن لهذه القاعدة الملكية بعض الاستثناءات التي جعلت الأمير مولاي إدريس على وجه الخصوص يختار مشوارا خاصا بعدما استكمل دراسته بجامعة الأخوين بمدينة إيفران، وذلك من خلال إصراره على مرافقة الملك محمد السادس في العديد من المناسبات الرسمية.
منذ ثلاثة سنوات على وجه الخصوص، أصبح للأمير مولاي إدريس مكان بارز ووضع اعتباري جديد وأرشيف صور خاصة بتنقلاته برفقة الملك محمد السادس في مهمات رسمية داخل أرجاء البلاد.فعلى الرغم من العلاقة الباردة التي تربط الملك محمد السادس بعائلة فؤاد الفيلالي الذي انفصل عن الأميرة مريم في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، فإن ابنه الأمير مولاي إدريس لا يفارق محمد السادس في العديد من الأنشطة الرسمية، عكس ما يحدث مع الأمير اليزيد نجل الأميرة لالة أسماء التي تربطها علاقات قوية بأخيها الملك محمد السادس.
فالأمير مولاي إدريس على نحو ما تؤكده مصادر مقربة من بلاط الملك لا يفارق محمد السادس في العديد من الأنشطة الرسمية، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالزيارات الرسمية داخل المغرب وحتى خارجه. واحد من أمراء جيل جديد بمملكة محمد السادس الذي قد يكون قرر معانقة الأدوار الخاصة ببلاط محمد السادس، عكس أخته الأميرة سكينة التي تكبره بسنتين فقط والتي اختارت مهنة متاعب بدأتها بفترة تدريبية بالقناة الفرنسية «إل. بي. سي».ويبدو أن تفاصيل البروتوكول الملكي تصر على أن يظهر الأمير إدريس خلف محمد السادس خلال التنقلات الملكية في إطار مبادرات الخطة الوطنية للتنمية البشرية في أكثر من مدينة وإقليم، كما تصر على أن يظهر تارة بجانب الأمير مولاي رشيد وتارات عديدة بجانب الأمير اسماعيل المكلف بمهمة ببلاط الملك.ولعلها نفس الترتيبات التي جعلت الأمير مولاي إدريس يتنقل رفقة الملك محمد السادس بين أجنحة القصر الملكي بالرباط خلال حفل ختان ولي عهد المملكة الأمير مولاي الحسن قبل بضعة سنوات، ولعلها أيضا نفس الترتيبات التي حدثت في عيد العرش الأخير في نهاية شهر يوليوز الماضي، حينما كانت عدسات مصوري القصر توجه بين الفينة والأخرى للواقف خلف الملك محمد السادس بنظاراته الشمسية المميزة ولباسه التقليدي الفاخر، إنه الأمير مولاي إدريس مرة أخرى.
فقد يكون ما يجري مع الأمير إدريس منذ السنتين الماضيتين بمثابة تمارين مخزنية في فترة الاستعداد للمرحلة القادمة التي قد يصبح فيها الأمير مولاي إدريس واحدا من المكلفين بمهمة في بلاط الملك، ولعلها أيضا نفس المرحلة التي تختبر فيها قدرات الأمير مولاي اليزيد في اقتحام عالم مليء بالحسابات والدهاليز في مملكة خاله محمد السادس
إنها أول مناسبة سيظهر فيها جيل جديد من أمراء القصر بعدما كان ولي العهد والأمير مولاي رشيد وأخواتهما في مقدمة الفاعلين الذين كان بلاط الحسن الثاني يصر على التركيز عليهم وعلى أنشطتهم.و لا يكبر الأمير إدريس الأمير اليزيد سوى بأربعة عشر يوما فقط، ففي شهر يوليوز من السنة الماضية احتفلا بعيد ميلادهما العشرين، وقد جرت العادة والبروتوكول بدار المخزن في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، أن لا يتكلف الأمراء في سن اليزيد وإدريس والأميرات من مجايل نُهيلة ابنة الأميرة أسماء التي احتفلت بعيد ميلادها السابع عشر في شهر ماي الماضي، بأية مهمة رسمية. ومع ذلك، فإن لهذه القاعدة الملكية بعض الاستثناءات التي جعلت الأمير مولاي إدريس على وجه الخصوص يختار مشوارا خاصا بعدما استكمل دراسته بجامعة الأخوين بمدينة إيفران، وذلك من خلال إصراره على مرافقة الملك محمد السادس في العديد من المناسبات الرسمية.
منذ ثلاثة سنوات على وجه الخصوص، أصبح للأمير مولاي إدريس مكان بارز ووضع اعتباري جديد وأرشيف صور خاصة بتنقلاته برفقة الملك محمد السادس في مهمات رسمية داخل أرجاء البلاد.فعلى الرغم من العلاقة الباردة التي تربط الملك محمد السادس بعائلة فؤاد الفيلالي الذي انفصل عن الأميرة مريم في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، فإن ابنه الأمير مولاي إدريس لا يفارق محمد السادس في العديد من الأنشطة الرسمية، عكس ما يحدث مع الأمير اليزيد نجل الأميرة لالة أسماء التي تربطها علاقات قوية بأخيها الملك محمد السادس.
فالأمير مولاي إدريس على نحو ما تؤكده مصادر مقربة من بلاط الملك لا يفارق محمد السادس في العديد من الأنشطة الرسمية، خصوصا حينما يتعلق الأمر بالزيارات الرسمية داخل المغرب وحتى خارجه. واحد من أمراء جيل جديد بمملكة محمد السادس الذي قد يكون قرر معانقة الأدوار الخاصة ببلاط محمد السادس، عكس أخته الأميرة سكينة التي تكبره بسنتين فقط والتي اختارت مهنة متاعب بدأتها بفترة تدريبية بالقناة الفرنسية «إل. بي. سي».ويبدو أن تفاصيل البروتوكول الملكي تصر على أن يظهر الأمير إدريس خلف محمد السادس خلال التنقلات الملكية في إطار مبادرات الخطة الوطنية للتنمية البشرية في أكثر من مدينة وإقليم، كما تصر على أن يظهر تارة بجانب الأمير مولاي رشيد وتارات عديدة بجانب الأمير اسماعيل المكلف بمهمة ببلاط الملك.ولعلها نفس الترتيبات التي جعلت الأمير مولاي إدريس يتنقل رفقة الملك محمد السادس بين أجنحة القصر الملكي بالرباط خلال حفل ختان ولي عهد المملكة الأمير مولاي الحسن قبل بضعة سنوات، ولعلها أيضا نفس الترتيبات التي حدثت في عيد العرش الأخير في نهاية شهر يوليوز الماضي، حينما كانت عدسات مصوري القصر توجه بين الفينة والأخرى للواقف خلف الملك محمد السادس بنظاراته الشمسية المميزة ولباسه التقليدي الفاخر، إنه الأمير مولاي إدريس مرة أخرى.
فقد يكون ما يجري مع الأمير إدريس منذ السنتين الماضيتين بمثابة تمارين مخزنية في فترة الاستعداد للمرحلة القادمة التي قد يصبح فيها الأمير مولاي إدريس واحدا من المكلفين بمهمة في بلاط الملك، ولعلها أيضا نفس المرحلة التي تختبر فيها قدرات الأمير مولاي اليزيد في اقتحام عالم مليء بالحسابات والدهاليز في مملكة خاله محمد السادس
عبد الهادي بوطالب: سمى محمد الخامس مولاي علي أميرا مجازاة له على موقفه من بن عرفة
في التنظيم العصري الأمراء هم الذين ينتمون مباشرة لأسرة الملك، يتحدرون منه أبناء وبناتا أو ينتسبون إليه إخوانا وأخوات، مثلا لم نكن نسمع عن أخوي السلطان سيدي محمد بن يوسف، وهما مولاي إدريس خليفة السلطان في مراكش ومولاي الحسن خليفة السلطان في تيزنيت أنهما أميران بل كانا مشهورين بالشريف أخ السلطان وخليفته مولاي إدريس بن يوسف، والشريف أخ السلطان وخليفته مولاي الحسن بن يوسف. وعندما انتقل المغرب للحياة العصرية لم يعد السلطان يحمل اسم سلطان المغرب بل اسم ملك المغرب.
هكذا انتقلنا من عهد السلطان سيدي محمد بن يوسف إلى الوضع الحالي بعد معركة كبيرة خاضها الوطنيون مع السلطان، حيث كان الحديث عن السلطان باسم الملك تحديا للمستعمر، يستحق عليه من نطق بالملك الحكم بالسجن لمدة شهر.
ومع الاستقلال أصبح من حق المتحدرين مباشرة من الملك أن يطلق عليهم صفة الأمراء وأصبح من حق الملك أن يعطي لقب الأمير لمن يراه من الشرفاء العلويين وليس لغيرهم، حيث لم يسمَّ الملك خارج الأسرة العلوية أميرا.
سمى الملك محمد الخامس الأمير مولاي علي الذي لم يكن أبوه سلطانا أميرا وسمي الأمير مولاي الحسن بن إدريس الذي لم يكن أبوه سلطانا أميرا. وكان هذا الأخير عاملا بمكناس ووزير الشؤون الصحراوية والموريتانية في الحكومة بالرباط ولقبهما بالأميرين مجازاة لهما على موقفهما من خلال عدم مبايعتهما ابن عرفة ومن أجل تضامنهما مع السلطان ابن يوسف وذهابهما للسلام عليه وزيارته في منفاه.
وفي عهد الملك محمد الخامس أصبح الأمير والأميرة يحملان اسم «صاحب السمو الأمير أو الأميرة»، و«أنجال الملك يحملون اسم صاحب السمو الملكي الأمير
هكذا انتقلنا من عهد السلطان سيدي محمد بن يوسف إلى الوضع الحالي بعد معركة كبيرة خاضها الوطنيون مع السلطان، حيث كان الحديث عن السلطان باسم الملك تحديا للمستعمر، يستحق عليه من نطق بالملك الحكم بالسجن لمدة شهر.
ومع الاستقلال أصبح من حق المتحدرين مباشرة من الملك أن يطلق عليهم صفة الأمراء وأصبح من حق الملك أن يعطي لقب الأمير لمن يراه من الشرفاء العلويين وليس لغيرهم، حيث لم يسمَّ الملك خارج الأسرة العلوية أميرا.
سمى الملك محمد الخامس الأمير مولاي علي الذي لم يكن أبوه سلطانا أميرا وسمي الأمير مولاي الحسن بن إدريس الذي لم يكن أبوه سلطانا أميرا. وكان هذا الأخير عاملا بمكناس ووزير الشؤون الصحراوية والموريتانية في الحكومة بالرباط ولقبهما بالأميرين مجازاة لهما على موقفهما من خلال عدم مبايعتهما ابن عرفة ومن أجل تضامنهما مع السلطان ابن يوسف وذهابهما للسلام عليه وزيارته في منفاه.
وفي عهد الملك محمد الخامس أصبح الأمير والأميرة يحملان اسم «صاحب السمو الأمير أو الأميرة»، و«أنجال الملك يحملون اسم صاحب السمو الملكي الأمير
إعداد يوسف بجاجا -احمد مشكح و مريم مكريم عن أسبوعية الايام
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire