بعدَ مرور أكثر من (26) عاماً على استبصارها استطاعت الألمانية (زيكرت شولت) ان تترجم القران الكريم للغتها الأم وتنشر منه تسعين ألف نسخة من أجل التعريف بكتاب الله العزيز ونشر مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف.
ولتسليط الضوء أكثر عن حياتها ومشروع ترجمة القرآن الكريم للغة الألمانية، الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة التقى السيدة (زيكرت شولت) خلال زيارتها للامام الحسين (عليه السلام) قائلة: «قبل أربعين سنة من كنت اسكن في (مدينه اولدنبورك) الألمانية واعمل إدارية في مكتبة وأعطي دروسا للأطفال وكبار السن في إحدى الكنائس عن ماهية وأهمية الديانة المسيحية، وقد قابلت خلال حياتي رجلاً يدعى (يماني) من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وطلب الزواج مني وحدث فعلاً ذلك على الرغم من المشاكل التي أحدثها أهلي بسبب زواجي واعتناقي للإسلام، حيث أسلمت عام (1973م) واعتنقت مذهب آل البيت (عليهم السلام) بعد زواجي بأربعة أسابيع.
وتتابع حديثها، «لقد فرحت جداً باعتناقي الإسلام، وواجهت بعض الصعوبات في تعلم الأحكام والقيام بالممارسات العبادية والدينية حتّى أنني قضيت ثلاثة أشهر في تعلم البسملة، مضيفة، «بعد مرور أربع سنوات ونصف على زواجي لم أنجب أطفال فقمت بزيارة مجموعة من الأطباء فكان ردهم أنهم لا يستطيعون مساعدتي، وبعدها قمت بزيارة الى الإمام الرضا (عليه السلام) فطلبته منه بكراماته المعروفة ان يدعوا لي عند الله (عز وجل) بإنجاب طفل وبعد تسعة أشهر ولدت طفلاً والحمد لله وأسميته (رضا) يتمنا بالإمام (عليه السلام)، وهذه الحادثة وثقتني أكثر بالإسلام ومنهج آل البيت (عليهم السلام)»،منوهة إلى أنها «بعد اعتناقها للإسلام وتعلق روحها بهذا الدين العظيم تولدت لديها فكرة ترجمة القران الكريم للغة الألمانية»، وتقول: «كنت اعرف ان لغة الله (عز وجل) التي خاطب بها العرب في ذلك الوقت غير لغتنا الدارجة في الشارع، فقمت بدراسة شاملة ومفصلة عن كيفية ترجمة القرآن الكريم لفهم معانيه وإعجازه ونظمه وكلماته وآياته بلغة يفهمها الألمانيون وتحاكي الواقع الذي يعيشه الناس والعمل على استقطابهم لاعتناق الدين الإسلامي»، وتواصل حديثها، «قمت فعلاً بترجمة القرآن الكريم آية بعد آية عن طريق الاستعانة بالكتب (العربية والفارسية والألمانية)، وأيضا بمساعدة مجموعة من المختصين ممن يتكلمون اللغتين العربية والألمانية، فاستمرت فترة ترجمة القرآن من سنة (1999-2001م)، فوضعت في أسفل الصفحة شرح مفصل عن الكلمات الصعبة من الآيات وذلك لعدم فهمها لدى اللغات الأخرى لان لغة القران الصادرة من الله (عز وجل) ذات كلمات وتعابير بليغة يصعب على القارئ فهمها بغير اللغة العربية».
"مشيرة" الى ان ترجمة القران الكريم واعتماده كان «بمساعدة مؤسسة الناشر في مدينة (قم المقدسة) وجامعة (أصفهان الإيرانية) حيث تم تصحيح بعض الأخطاء البسيطة التي وجدت، وتم طباعة ونشر تسعين ألف نسخة في إيران على المستبصرين والسائحين الألمان والأجانب وشمل توزيعه على الجامعات الإيرانية والمكتبات العامة».
وأخيرا تقول شولت: «أنا حاليا ابلغ من العمر ستين عاما وقد وفقني الله (عز وجل) لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي تأثرت به وبالإمام الرضا (عليه السلام)، وجعلتهما قدوة في حياتي».
حاورها: أحمد القاضي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire