صلوات الله و سلامه عليك يا ايها الشهيد عبد الله المحض

صلوات الله و سلامه عليك يا ايها الشهيد عبد الله المحض

عدد الزيارات من لوحة التحكم في الموقع

5 sept. 2017

مريم بنت عمران هي مريم العذراء أم المسيح عليه صلوات الله و سلامه .

مريم العذراء أو القديسة مريم العذراء بالعبرية מרים הבתולה مِ


باليونانية Μαρία Παρθένος 

هوفي القران الكريم ورد ذكرها في العديد من السور بعدد 31 مرة , والإسلام يقدس هذه المرأة القدسية , و يعظمها
آيات ورد فيها "مريم"
  • بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ  الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا ﴿٨٧ البقرة﴾
  • بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ  الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ ﴿٢٥٣ البقرة﴾
  • أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا  وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ﴿٣٦ آل عمران﴾
  • ۚ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ  وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴿٤٤ آل عمران﴾
  • إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ  وَجِيهًا فِي الدُّنْيَاوَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴿٤٥ آل عمران﴾
  • وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى  بُهْتَانًا عَظِيمًا ﴿١٥٦ النساء﴾
  • وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ  رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ﴿١٥٧ النساء﴾
  • الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ  رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى  ﴿١٧١ النساء﴾
  • الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ  رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى  ﴿١٧١ النساء﴾
  • قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ  ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ ﴿١٧ المائدة﴾
  • قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ  ۚ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ ﴿١٧ المائدة﴾
  • وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ  مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴿٤٦ المائدة﴾
  • قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ  ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا ﴿٧٢ المائدة﴾
  • مَا الْمَسِيحُ ابْنُ  إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ ﴿٧٥ المائدة﴾
  • كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ  ۚ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴿٧٨ المائدة﴾
  • إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ  اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ ﴿١١٠ المائدة﴾
  • إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ  هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا ﴿١١٢ المائدة﴾
  • قَالَ عِيسَى ابْنُ  اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ ﴿١١٤ المائدة﴾
  • وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ  أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ ﴿١١٦ المائدة﴾
  • أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ  وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا ﴿٣١ التوبة﴾
  • وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ  إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿١٦ مريم﴾
  • ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ  ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ﴿٣٤ مريم﴾
  • وَجَعَلْنَا ابْنَ  وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ﴿٥٠ المؤمنون﴾
  • النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ  ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴿٧ الأحزاب﴾
  • وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ  مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ﴿٥٧ الزخرف﴾


رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
السيدة مريم.. فى القرآن الكريم
حاضرة هي.. أبدا.. لا تغيب.. مجلل اسمها ورسمها.. بروح وريحان وطيب.. ذات مكان ومكانة فى قلوب وأفئدة الجميع.. ذات هيبة وقداسة .. ومقام عال رفيع..
هى عنوان الطهر والصون والعفاف والكمال.. هى نبع الصفاء والنقاء.. والنور والجمال.. محفوظ اسمها فى شغاف القلوب وفى مقل العيون.. ووصف السيادة قرين اسمها.. كلما نطقه المؤمنون الصادقون.. وعلى ذلك يجمع ـ سواء بسواء ـ المسيحيون والمسلمون.. الذين هم فى مصر الكنانة إخوة أشقاء.. متحابين متلاحمين.. وكيف لا وهى بقرار من السماء.. هى خير نساء العالمين.. وهى وحدها ـ دون كل النساء ـ التى احتفل بها الكتاب المبين.. فأفرد لها القرآن الكريم سورة كاملة باسمها.. من آيات ثمانى وتسعين.. ومن قبلها كانت ثانية سور القرآن وعدد آياتها مائتان باسم أهلها وذويها «آل عمران».. ثم جاء ذكرها فى القرآن الكريم فى آيات أربع وثلاثين.. مرات وحدها.. ومرات مع ابنها سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.. نعم إنها سيدتنا العذراء مريم البتول.. عالية المقام.. ففى أول سور القرآن «سورة البقرة» كان ذكرها فى قوله تعالى: «ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس».. (الآية 87).. ثم كان آخر ذكر لسيدتنا.. فى سورة التحريم.. حيث وصفت بالصديقة القانتة فى قوله تعالى: «ومريم ابنة عمران التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين» (الآية 12).. ومابين أولى الآيات وآخراها.. كانت الآية الخامسة والأربعون من سورة آل عمران.. التى قررت وسجلت وأكدت.. فى أجلى وأروع وأبلغ بيان.. مكانة سيدتنا العذراء عند ربها.. وسموها ورفعتها وعفتها وطهرها.. وإعلان اصطفاء الله لها وأبلغ بيان.. مكانة سيدتنا العذراء عند ربها باصطفاءين.. فى قوله تعالى: «وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين» (الآية 42).. وبعد تلك الآية بآيتين.. تأتى آية أخري.. تسجل لك ياسيدتى أجل وأعز بشارة لأكرم وأعظم وأغلى وأعلى وأسمى وأمجد ولادة.. حفلت بها الدنيا..وشرفت بها.. فى عالمى الغيب والشهادة.. ذلك قوله تعالى: «إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين» (الآية 45 آل عمران).. الله.. الله.. ياسيدتنا الكريمة العظيمة.. يامن ولدت السيد المسيح الكريم العظيم.. حاضرة أنت.. فى قلوبنا.. فى قلوب كل المؤمنين.. ماثلة أنت أمام أعيننا فى كل وقت وحين

********************
قصة مريم عليها السلام في القرآن
15/11/2012
سمى القرآن الكريم سورة برأسها باسم مريم عليها السلام، وضمَّنها حيزاً واسعاً من قصة حملها وولادتها لعيسى عليه السلام، كما جاء الحديث عن مريم عليها السلام في سور: آل عمران، والأنبياء،..





 

سمى القرآن الكريم سورة برأسها باسم مريم عليها السلام، وضمَّنها حيزاً واسعاً من قصة حملها وولادتها لعيسى عليه السلام، كما جاء الحديث عن مريم عليها السلام في سور: آل عمران، والأنبياء، والتحريم. 



وقد جاء في الحديث الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان، فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه)، ثم قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} (آل عمران:36)، رواه مسلم. 

يبدأ حديث القرآن الكريم عن مريم عليها السلام بالإخبار بأنها نأت بنفسها عن أهلها في مكان بعيد، وكأن الله أراد تهيئتها لأمر غير معتاد، {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا} (مريم:16)، ثم تمضي القصة لتخبرنا أنه سبحانه أرسل إليها جبريلعليه السلام متمثلاً بصورة رجل كامل الرجولة: {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا} (مريم:17)، وكان رد فعل الفتاة العذراء على هذا الموقف المفاجئ، أن استعاذت بالله ممن فجأها على غير ميعاد، فخاطبته بقولها: {إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} (مريم:18)، وكان جواب المَلك لها مطمئناً لقلبها، ومهدئاً من روعها: {إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا} (مريم:19)، فأجابته مريم عليها السلام جواباً فطرياً ناظراً إلى الأسباب، فقالت: {أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا} (مريم:20)، غير أن المَلك أخبرها بأن خالق الأسباب والمسببات لا يعجزه شيء، وأن الأمر بيده قد يُجري الأمر من غير سبب، وأن الغرض من خرق الأسباب أن يبين للناس قدرته سبحانه على كل شيء، وأن يجعل للناس آية يعتبرون بها؛ ليعظموا هذا الخالق الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وليقدروه حق قدره، فقال مخاطباً إياها: {كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا} (مريم:21). 

ثم إن المشهد القرآني -وبعيداً عن الدخول في التفاصيل- يخبرنا أن إرادة الله سبحانه وقعت على مريم، وحملت في بطنها جنيناً سيرى النور عما قريب: {فحملته فانتبذت به مكانا قصيا} (مريم:22). وقد ذكر ابن كثير أن غير واحد من علماء السلف ذكروا أن المَلَك -وهو جبريلعليه السلام- نفخ في جيب درعها، فنـزلت النفخة حتى ولجت في الفرج، فحملت بالولد بإذن الله تعالى. فلما حملت ضاقت ذرعاً به، ولم تدر ماذا تقول للناس، فإنها تعلم أن الناس لا يصدقونها فيما تخبرهم به، غير أنها أفشت سرها، وذكرت أمرها لأختها امرأة زكريا. وذلك أن زكريا عليه السلام، كان قد سأل الله الولد، فأجيب إلى ذلك، فحملت امرأته، فدخلت عليها مريم، فقامت إليها فاعتنقتها.

ويمضي المشهد القرآني ليضعنا أمام مشهد مخاض الولادة الذي فاجأ مريم عليها السلام وهي وحيدة فريدة بعيدة، تعاني حيرة العذراء في أول مخاض، ولا علم لها بشيء، ولا معين لها في شيء، فهي تتمنى لو أنها كانت قد ماتت قبل أن يحصل لها الذي حصل، وتكون نسياً منسياً! {فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا} (مريم:23). وفي حدِّة الألم، وصعوبة الموقف تقع المفاجأة الكبرى، {فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا} (مريم:24)، يا لقدرة الله! طفل وُلِدَ اللحظة يناديها من تحتها، يطمئن قلبها، ويصلها بربها. ثم ها هو ذا يرشدها إلى طعامها وشرابها! فيقول لها: {وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا} (مريم:25)، فالله سبحانه لم ينسها، ولم يتركها، بل أجرى لها تحت قدميها جدول ماء عذب، ونخلة تستند إليها، وتأكل منها تمراً شهيًّا، فهذا طعام وذاك شراب. ليس هذا فحسب، بل ويدلها على حجتها وبرهانها! فيقول لها: {فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا} (مريم:25).

وفي مشهد آخر يخبرنا القرآن الكريم أن مريم الفتاة الطاهرة العفيفة المقيدة بمألوف البشر في الحياة، قد تلقت البشارة كما يمكن أن تتلقاها فتاة، واتجهت إلى ربها تناجيه، وتتطلع إلى كشف هذا اللغز الذي يحير عقل الإنسان، فقالت: {رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر} (آل عمران:47)، وجاءها الجواب يردها إلى الحقيقة البسيطة، التي يغفل عنها البشر؛ لطول إلفتهم للأسباب والمسببات الظاهرة، ولعلمهم القليل، ومألوفهم المحدود: {قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون} (آل عمران:47)، وحين يُرَدُّ الأمر إلى هذه الحقيقة الأولية يذهب العجب، وتزول الحيرة، ويطمئن القلب، وتهدأ النفس؛ وتعود مريم إلى نفسها تسألها في عجب: كيف عجبت من هذا الأمر الفطري الواضح القريب!!

وقد ذكر ابن كثير أنه لما ظهرت مخايل الحمل على مريم عليها السلام، وكان معها في المسجد رجل صالح من قراباتها، يخدم معها البيت المقدس، يقال له: يوسف النجار، فلما رأى ثقل بطنها وكبره، أنكر ذلك من أمرها، ثم صرفه ما يعلم من براءتها ونزاهتها ودينها وعبادتها، ثم تأمل ما هي فيه، فجعل أمرها يجوس في فكره، لا يستطيع صرفه عن نفسه، فحمل نفسه على أن عرض لها في القول، فقال: يا مريم! إني سائلك عن أمر، فلا تعجلي علي، قالت: وما هو؟ قال: هل يكون قط شجر من غير حَبٍّ؟ وهل يكون زرع من غير بذر؟ وهل يكون ولد من غير أب؟ فقالت: نعم -فهمت ما أشار إليه- أما قولك: هل يكون شجر من غير حب وزرع من غير بذر؟ فإن الله قد خلق الشجر والزرع أول ما خلقهما من غير حب، ولا بذر. وأما قولك: وهل خَلْقٌ يكون من غير أب؟ فإن الله قد خلق آدم من غير أب ولا أم. فصدقها، وسلم لها حالها.

ثم ينتقل حديث القرآن عن مريم عليها السلام إلى مشهد جديد، بعد أن وضعت حملها، وهدأت نفسها، إنه مشهد القوم الذين تنتسب إليهم، وهي الآن بينهم، تحمل طفلها، الذي هو فلذة كبدها. لكن ماذا سيقولون لها، وعهدهم بها أنها لم تعرف زوجاً فيما مضى، وأنها حسنة السمعة بينهم، شريفة النسب، {فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا * يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا} (مريم:27-28)، بيد أن مريم لم تنبس ببنت شفة، بل أشارت إلى وليدها، وكأن الله ألهمها أن هذا الوليد سوف ينطق بالحقيقة التي تُخرس الألسنة، وتلجمها عن الحديث فيما هو غير مألوف من حياتها، {فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا} (مريم:29)، ثم يصور لنا المشهد القرآني الطفل وهو ينطق بحقيقة ما حدث، وواقع أمره وما جاء به: {قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا * وجعلني مباركا أين ما كنت ‎وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا * وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا} (مريم:30-33)، فهو أولاً وقبل كل شيء عبد لله، ولم يقل: أنا الله، ولا ابن الله، بل قال: {إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا}، إلى أن قال: {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم} (مريم:36)، فقد أنطق الله الطفل؛ ليبين حقيقة العلاقة بين الخالق والمخلوق، والغاية من هذا الخلق الإنساني العجيب.

وقفات مع بعض أحداث القصة

أولاً: قوله تعالى: {فحملته..} 

اختلف المفسرون في مدة حمل عيسى عليه السلام، والمشهور عن الجمهور أن مريم عليها السلام حملت به تسعة أشهر، كما هي عادة النساء في حملهن. وقد قال ابن كثير في هذا الصدد: "ثم الظاهر أنها حملت به تسعة أشهر، كما تحمل النساء، ويضعن لميقات حملهن ووضعهن، إذ لو كان خلاف ذلك لذكر". والواقع أن السياق لا يذكر كيف حملته، ولا كم حملته؛ هل كان حملاً عاديًّا كما تحمل النساء، وتكون النفخة قد بعثت الحياة والنشاط في البويضة، فإذا هي علقة فمضغة فعظام، ثم تكسى العظام باللحم، ويستكمل الجنين أيامه المعهودة؟ إن هذا جائز. كما أنه من الجائز في مثل هذه الحالة الخاصة أن لا تسير البويضة بعد النفخة سيرة عادية، فتختصر المراحل اختصاراً؛ ويعقبها تكون الجنين ونموه واكتماله في فترة وجيزة. ليس في النص ما يدل على إحدى الحالتين، فلا نجري طويلاً وراء تحقيق القضية التي لا سند لنا فيها، والاختلاف في مثل هذه المسائل لا طائل من ورائه، ولا يرجى منه فائدة؛ لأنه لا يترتب عليه حكم شرعي. 

وأيضاً، مما لا ينبغي الجري وراءه تحديد المكان الشرقي الذي انتبذت إليه مريم عليها السلام معتزلة قومها، ويكفي في الصدد العلم بما أخبر به القرآن الكريم، وهو أنها اتجهت إلى مكان شرقي، قد يكون بيت المقدس، وقد يكون غير ذلك. وقل مثل ذلك في قوله عز وجل: {فانتبذت به مكانا قصيا} (مريم:22). 

ثانياً: قوله سبحانه: {وأمه صديقة..} 

قال ابن كثير: دلَّ قوله تعالى: {وأمه صديقة} (المائدة:75) على أن مريم عليها السلام ليست بنبية، كما زعمه ابن حزم وغيره ممن ذهب إلى نبوة سارة أم إسحاق، ونبوة أم موسى، ونبوة أم عيسى؛ استدلالاً منهم بخطاب الملائكة لسارة ومريم، وبقوله: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه} (القصص:7).

ثالثاً: قوله تعالى: {فنفخنا فيها..}

جاء في حديث القرآن الكريم عن قصة ولادة مريم قوله سبحانه: {والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا} (الأنبياء:91)، وقوله تعالى: {ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا} (التحريم:12).

نصت هاتان الآيتان على عفة مريم عليها السلام، وذكرتا أن حملها بعيسى عليه السلام إنما كان عن طريق (النفخ) في فرجها. وقد نقل المفسرون هنا أقوالاً حول ماهية هذا (النفخ)، منها المقبول ومنها المرفوض، ومنها القريب ومنها البعيد، والأسلم في مثل هذا الأمر التسليم بظاهر اللفظ القرآني، وهو أنه كان هناك (نفخ)، أما الدخول في تفاصيل هذا (النفخ) فلسنا مكلفين به، ولا ينبغي الوقوف عنده طويلاً، يقول سيد قطب رحمه الله في هذا الصدد: "أهذه النفخة هي الكلمة؟ آلكلمة هي توجه الإرادة؟ آلكلمة: {كن} التي قد تكون حقيقة، وقد تكون كناية عن توجه الإرادة؟ و(الكلمة) هي عيسى، أو هي التي منها كينونته؟ كل هذه بحوث لا طائل وراءها إلا الشبهات. وخلاصتها هي أن الله شاء أن ينشىء حياة على غير مثال، فأنشأها وفق إرادته الطليقة، التي تنشئ الحياة بنفخة من روح الله. ندرك آثارها، ونجهل ماهيتها. ويجب أن نجهلها؛ لأنها لا تزيد مقدرتنا على الاضطلاع بوظيفة الخلافة في الأرض، ما دام إنشاء الحياة ليس داخلاً في تكليف الاستخلاف

********************
بسم الله الرحمن الرحيم 
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
ولادة السيد مريم العذراء عليها السلام 
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة التحريم وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الثانية عشر .
ان للسيدة مريم بن عمران منزلة عظيمة يغبطها عليها الاولين والاخرين بما صبرت بجنب الاذى والبلاء والبهتان العظيم الذي رميت به , فقال رسول الله صلى الله عليه واله كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربعة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله .
ان الله عز وجل يجتبي من عباده ما يشاء ويرزق من يشاء بغير حساب تبدء قصة السيدة حنّة ولادة مريم بنت عمران عليهم السلام انذاك لم ترزق ولدا وكانت حنَّة تحنُّ الى الاولاد فتوجهت الى الله تعالى بالدعاء فلم تمض مدة طويلة حتّى حملت وظنّت أن الجنين الذي هو في بطنها ذكر ولذلك فقد نذرت ما في بطنها محرراً وقد أشار القرآن الى هذا النذر في قوله تعالى بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم 
اذ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم ا الاية الخامسة والثلاثون .
والمحرر ها هنا يقصد به تحرير الولد من شد وثاقه باي شيء سورى التفرغ لخدمة بيت الله تعالى للعبادة والعمل الصالح وجعله مخلصاً للعبادة .

ولكن المفاجأة جاءت عند ولادة حنّة اذ أنها انجبت انثى لا ذكراً كما كانت تظن ويشير القرآن الكريم الى هذه المفاجئة بقوله بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم 
فلما وضعتها قالت ربّ اني وضعتها أنثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني أُعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية السادسة والثلاثون .
كلمة مريم في لغتة العبرية تعني العابدة وهو اسم علم امرأة باللغة السريانية ولكن الله تعالى تقبّل هذا المولود بالرغم من كونه انثى فقال تعالى بسورة ال عمران
بسم الله الرحمن الرحيم
فتقبلها ربّها بقبول حسن وانبتها نباتاً حسناً وكفّلها زكريا صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية السابعة والثلاثون .

ولدت السيدة مريم العذراء عليها السلام بعد فقد ولدها وهي يتيمة الأب فجاءت بها أُمها الى بيت المقدّس وقدّمتها لعلماء اليهود وقالت دونكم النذيرة فتنافس فيها الاحبار لأنّها كانت بنت نبيّهم واخيراً اتفقوا على اجراء القرعة بينهم، فجاؤا إلى نهر وأحضروا اقلامهم التي كانوا يقترعون بها وألقوها في الماء على قاعدة أن الذي يطفو قلمه على سطح الماء فهو الرابح فرست اقلام الجميع الاّ زكريا عليه السلام فصارت مريم في كفالته وقد أشار سبحانه في كتابه الى كفالة زكريا لمريم بقوله وكفلها زكريا والى القرعة بقوله تعالى بسورة ال عمران 
بسم الله الرحمن الرحيم 
ذلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية الرابعة والاربعون .
و قد نشأت السيدة مريم العذراء برعاية الله وتربيته لها فقد ترعرعت ونشأت على عين الله تعالى وفي جوّ يعبق بالايمان والاخلاص والعبادة بعيدة عن الرذائل الخلقية والمفاسد الروحية وقد كانت كثيرة الاجتهاد في عبادة الله تعالى حتّى فاقت الاحبار لما بلغت تسع سنين صامت النهار وقامت الليل و تبتلت حتّى غلبت الاحبار .

وهذا أمر طبيعي جداً لإمرأة ستتحمل مسؤولية السر الالهي والمعجزة الكبرى ألاّ وهي الولادة العجائبية للمسيح عليه السلام فلتهيئة واعداد مثل هكذا امرأة يجب أن تكون في اعلى مراتب الانقطاع الى الله تعالى والاجتهاد في عبادته سبحانه.
و كانت العذراء مريم عليها السلام تقضي كل وقتها في محراب العبادة لا يدخل اليها احد الاّ النبي زكريا فقد كان يأتي اليها بالطعام والشراب و كان كلما جاءها زكريا وجد عندها رزقاً والواناً من الطعام لايعرف مصدره فاحتار عليه السلام في ذلك وسألها عن مصدر الرزق فقالت انه من عند الله وقد ذكر القرآن الكريم هذه لمعجزة لها في قوله تعالى بسورة ال عمران 
بسم الله الرحمن الرحيم 
كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمَـحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الاية السابعة والثلاثون .
فلما ضمّ زكريا مريم إلى نفسه بنى لها بيتاً ضمّها إلى خالتها أم يحيى حتّى إذا شيّبت وبلغت مبلغ النساء بنى لها محراباً في المسجد وجعل بابه في وسطها لا يرمى إليها إلاّ بسلّم مثل باب الكعبة ولا يصعد إليها غيره وكان يأتيها بطعامها وشرابها كل يوم فكان يجد عندها فاكهة في غير أوانها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف غضّاً طريّاً وهذه تكرمة من الله لها .

************************
حمل وولادة السيدة مريم العذراء عليها السلام 
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة مريم فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً فَأَجَاءَهَا الْمضـخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الثانية والعشرون حتى السادسة والعشرون.
ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله بسورة مريم.
بسم الله الرحمن الرحيم 
فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
أن حمل مريم بعيسى عليهما السلام كان لستة أشهر عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال لم يولد لستة أشهر الاّ عيسى بن مريم والحسين بن علي وكان ذلك آية وذلك انه لم يعيش مولود في وضع ستة أشهر غيره .
ثم ان في القرآن الكريم عطفاً بالحمل والولادة قال تعالى فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً ما يدل على السرعة في ذلك لاعلى البط والتراخي انه لما ظهرت عليها مخايل الحمل كان أول من فطن لذلك رجل من عبّاد بني اسرائيل يقال له يوسف النجار خطيب مريم وكان ابن خالها فجعل يتعجب من ذلك عجباً شديداً وذلك لما يعلم من ديانتها ونزاهتها وعبادتها وهو مع ذلك يراها حُبلى وليس لها زوج فعرض لها ذات يوم في الكلام فقال لها :
يا مريم هل يكون زرع من غير بذر قالت نعم فمن خلق الزرع الأول ثم قال فهل يكون من غير ذكر قالت نعم الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى وما نفك من عرض السؤال عليها حتى رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ .

و اما مكان ولادته فلم يذكر القرآن الكريم ذلك بالاسم ولكنه أشار الى ذلك بالوصف بقوله تعالى بسورة مريم.
بسم الله الرحمن الرحيم 
فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً فَأَجَاءَهَا الْمضـخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم. 
و المكان القصي هو البعيد عن الأنظار الناس في بيت لحم بفلسطين عند جبل ساعير وهو جبل يبعد عن المدينة بيت لحم واحد ونصف كيلومتر من مدينة بيت لحم مزدهرا بالنخيل .
اما احداث الولادة فقد ذكر القرآن الكريم كيفيتها في سورة مريم بقوله تعالى .
بسم الله الرحمن الرحيم 
فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً فَأَجَاءَهَا الْمضـخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذَا وَكُنتُ نَسْياً مَنْسِيّاً فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً صدق الله العلي العظيم .
أي حملت بالولد واعتزلت به مكاناً بعيداً من أهله والمخاض والطلق وجع الولادة والمعنى أنها لما اعتزلت في قومها في مكان بعيد منهم دفعها وألجأها الطلق إلى جذع نخلة كان هناك لوضع حملها وقالت استحياء من الناس ياليتني متُّ من قبل هذا هنا حسبت الصدّيقة مريم الف حساب وحساب لما هي قادمة عليه من لوم اللائمين من قومها واتهامهم اياها بالفحشاء مع أنها كانت عندهم من العابدات الناسكات فحملت بسبب ذلك من الهم ما تمنت أن لو كانت ماتت قبل هذا الحال او كانت نَسْياً مَنْسِيّاً أي لم تخلق بالكلية.
وهنا نادى المنادي وهو الملاك جبريل عليه السلام ناداها بأن لا تحزن فقد جعل لها تحتها سرياً وهو النهر وامرها بهز جذع النخلة و قيل أنها كانت يا بسة فتساقط عليها الرطب فأكلت وشربت وقرّت عيناً.

ذكر الكتاب المقدس في انجيل متى 1-2 
في ميلاد السيد المسيح عليه السلام قسطا من هذه الحقائق الناصعة ان قال كانت السيدة مريم العذراء مخطوبة لي ابن عمها يوسف بن داود وقبل ان يجتمعا وجدت السيدة حبلى من الروح القدس بعد ان حل عليها ولكن فيما هو متفكر في هذه الامور اذ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ قد ظهر له ملاك الرب قائلا يايوسف ابن داود لا تخف ان اجتبينا امرأتك مريم عليها السلام فستلد ابنا وتدعو اسمه عيسى عليه السلام لانه يخلص شعبه من خطاياهم بتعليمهم الكتاب الحكمة فلما استيقظ يوسف من النوم كما راه ملاك الرب واخذ امراته ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه عيسى عليه السلام .
في زيارة المجوس ولما ولد يسوع في بيت لحم في فلسطين في ايام هيردوس الملك عدوا الانبياء وجبار من الجبارين وقى الله السيد عيسى بن مريم عليهما السلام من كيده وشره بهلكه وموته شبيه فرعون موسى الكليم عليه السلام وطاغية زمانه .


بشارة العذراء مريم عليها السلام 
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة ال عمران إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَة مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الْدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الخامسة والاربعون .
يذكر القرآن الكريم قصة ولادة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام فبينما كانت مريم عليها السلام تتعبد لله تعالى عند مقصورة المذبح في مقدمة المعبد وهو مكان مرتفع محجوب عمن في المعبد واذا بملك وروح يظهر لها متمثلا بصورة بشرية سويا فذعرت مريم وخافت فاستعاذت بالله لانقاذها فقال لها الروح جبرائيل عليه السلام انما انا رسول من عند الله تعالى لأهب لك غلاماً زكياً فاستغربت مريم كثيراً من هذا الكلام لأنّها لم تقارب رجلا لا في الحلال الزواج ولا في الحرام والعياذ بالله الزنا واذ كانت امرأة مطهره طاهرة .
فقال لها الملاك حينئذ ان حمل امرأة من غير مقاربة مع رجل وإن كان امراً فوق العادة ولكنه هيّنٌ على الله تعالى والحكمة في ذلك أن يكون هذا الطفل المعجزة آية للناس وقد ذكر القرآن هذه المحاورة بين مريم والروح في قوله تعالى بسورة مريم
بسم الله الرحمن الرحيم 
فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لاَِهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً قَالَ كَذلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مقْضِيّاً صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية السابعة عشر حتى الحادي والعشرون.



و كذلك ذكر سبحانه وتعالى هذا الحوار في موضع اخر فى كتابه المنزل حيث قال الله تعالى بسورة ال عمران 
بسم الله الرحمن الرحيم 
إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَة مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الْدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذلِكَ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الخامسة والاربعون حتى السابعة والاربعون .
ذكر الانجيل المقدس انجيل لوقا هذا الحدث العظيم بقوله في البشارة بميلاد السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ارسل الله ملاك جبرائيل الى بلدة الجليل اسمها ناصرة الى عذراء اسمها مريم فدخل اليها الملاك وقال لها السلام عليكي يامن انعم الله عليها الرب معك اضطربت مريم لكلام الملاك وقالت في نفسها مامعنى تلك التحية فقال لها الملاك لاتخافي نلت حظوة عند الرب فستحبلين وتلدين ابنا تسمينه يسوع فيكون عظيما ويعطيه الرب الاله عرش ابيه داؤد ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولايكون لملكه نهاية فقالت مريم كيف يكون لي هذا وان عذراء ولا اعرف رجلا فاجابها الروح القدس يحل عليك وقدرة العلي تظللك لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى روح لله أنظر لوقا 26:1-56 .
بعد ولادة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام 
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة مريم قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَادُمْتُ حَيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية ثلاثون حتى الثالثة والثلاثون .
كانت ولادة السيد المسيح عيسى عليه السلام تمثل مصدر قلق شديد للسيدة مريم عليها السلام وقد شق عليها الامرعلم الله عز وجل السميع البصيرالخبير المتعال بالهواجس التي تدور في نفس مريم وخوفها من مواجهة قومها بهذا المولود ولذلك امرها أن تصوم عن الكلام ليتولى هذا المولود الجديد مهمة الدفاع عن امه القديسة وتبرئة ساحتها من كل أثم وخطيئة. 
و بعد الولادة رجعت مريم الى قومها وهي حاملة المسيح عليه السلام على صدرها فلما رأوا طفلا حديث الولادة معها أسرعوا الى اتهامها بالفحشاء والمنكر وقالوا يا مريم لقد فعلت منكراً عظيماً لقوله تعالى بسورة مريم الاية السابعة والعشرون .
بسم الله الرحمن الرحيم 
قَالُوا يَامَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
الفري اي الامر العظيم المذكور في الفعال والمقال بالبغي والفحشاء لقولهم بقوله تعالى بسورة مريم الاية الثامنة والعشرون .
بسم الله الرحمن الرحيم 
يَاأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.

ياانساب الارحام الطاهرة والاصلاب المطهرة من هارون وموسى عليهما السلام لست من بيت هذا شيمته ولا سجيتهم فكيف ارتكبت هذه الفاحشة العظيمة.
فلما ضاق بها الحال سكتت ولم تجب بشي بل اشارت بيدها الى الطفل حتّى يجيبيهم ويكشف لهم عن حقيقة الامر فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ فأستغربوا من امرها وقالواكَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً وعندها تكلم المعجزة عيسى عليه السلام ليبرء ساحة أُمّه القديسة من كل اتهام باطل وقال قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَادُمْتُ حَيّاً وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً الاية .
و لم يتعرض المسيح عليه السلام في جوابه هذا لمشكلة الولادة وتهمة الزنا الذي اتهموا به مريم لأن نطقه على صباه هو بحد ذاته آية ومعجزة عظيمة وما أخبر به في الحقيقة لايدع ريباً لمرتاب في امره بأنّه والعياذ بالله ابن زنا.
يستنتج من قوله عليه السلام انه نبي الله اتاه الكتاب ولم يجعله جبارا شقيا بار بوالدته مامور بالصلاة والزكاة مادام حيا وهو مبارك اينما حل سلاما عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا .
فهذه هي قصة ولادة السيد المسيح عليه السلام كما بينها سبحانه وتعالى في كتابه المنزل على نبيه الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وختم قصة ولادته وكلامه للناس بقوله سبحانه بسورة مريم الاية الرابعة والثلاثون حتى الخامسة والثلاثون .
بسم الله الرحمن الرحيم 
ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَد سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
وفيه نفي وإبطال لما قالت به النصارى من بنوة المسيح وقوله بسورة المؤمنون الاية خمسين.
بسم الله الرحمن الرحيم 
إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
حجة أقيمت على ذلك وقد عبّر بلفظ القضاء للدلالة على ملاك الاستحالة أن يكون لله ولد.
وقد ورد مثل ذلك القول متكررا في الكتاب المقدس 
انجيل متى 20 . 10 / 11 
ولمّا دخَلَ يَسوعُ أُورُشليمَ ضَجّتِ المدينةُ كُلٌّها وسألَتْ مَنْ هذا فأجابَتِ الجُموعُ هذا هوَ النَّبـيٌّ يَسوعُ مِنْ ناصرةِ الجليلِ أي من مدينة الناصرة التي نشأ فيها عيسى عليه السلام . 
انجيل متى 20 : 45 / 46 .
فلمّا سَمِعَ رُؤساءُ الكَهنَةِ والفَرّيسيّونَ هذَينِ المَثلينِ مِنْ يَسوعَ فَهِموا أنَّهُ قالَ هذا الكلامَ علَيهِم فأرادوا أن يُمسكوهُ ولكنَّهُم خافوا مِنَ الجُموعِ لأنَّهُم كانوا يَعُدّونَهُ نَبـيُا.
انجيل يوحنا 9: 1 – 39 .
قال الأعمى عندما سئل عن عيسى عليه السلام لما شفاه من مرضه ماذا تقول انت عنه من حيث انه فتح عينيك فقال إنه نبي .
انجيل لوقا 24 : 17 –19.
يسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا ، قال أحد المقربين من عيسى عليه السلام مخاطبا صاحبه هل انت متغرب وحدك في اورشليم ولم تعلم الامور التي حدثت فيها في هذه الايام المختصة بيسوع الناصري الذي كان انسانا نبيا مقتدرا في الفعل والقول امام الله وجميع الشعب .
انجيل يوحنا 4 : 1 – 29.
قالت السامرية للمسيح عليه السلام يا سيد ارى انك نبي .
انجيل مرقص 12/28-35
‏وتقدم إليه واحد من الكتبة كان قد سمعهم يتجادلون ورأى أنه أحسن الرد عليهم فسأله‏‏ أية وصية هي أولى الوصايا جميعاً‏ ‏فأجابه يسوع أولى الوصايا جميعاً هي اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد فأحبّ الربّ إلهك بكل قلبك فقال له صحيح يا معلم‏ حسب الحق تكلمت فإن الله واحد وليس آخر سواه .


‏ عظيم إنجيل لوقا 7/11-17‏.‏ 
قد قام فينا نبي
لما رآى يسوع أرملة تبكي إبنها الوحيد الذي مات تحنَّن عليها وقال لها‏‏ ‏لا تبكي‏‏ ثم تقدم ولمس النعش فتوقف حاملوه وقال أيها الشاب لك أقول‏ قم فجلس الميت وبدأ يتكلم فسلَّمه إلى أمه فاستولى الخوف على الجميع ومجدوا الله قائلين قد قام فينا نبي عظيم وتفقد الله شعبه وذاع هذا الخبر عنه في منطقة اليهودية كلها وفي جميع النواحي المجاورة.
انجيل يوحنا 17/3-4‏
أن المسيح عليه السلام قال‏ ‏والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك والذي أرسلته يسوع المسيح‏ .
انجيل يوحنا 8 / 40 .
من كلام المسيح لليهود قال لهم يسوع لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم ولكنكم تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.
إنجيل يوحنا 8:16 
يقول السيد المسيح تعليمي ليس من عندي بل من عند الذي أرسلني.
طفولة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة المؤمنون وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَة ذَاتِ قَرَار وَمَعِين صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية خمسون.
أن القرآن الكريم وكذلك الكتاب المقدس المنزل على عيسى ابن مريم عليهما السلام لم يذكر شيئاً عن طفولة السيد المسيح عليه السلام بل وحتّى الروايات سكتت عن هذه الفترة من حياة السيد المسيح عليه السلام الاّ يسيراً منها بذلك نستطيع الاستعانة بي الأخبار الواردة عن الحواريين والمقربين والصالحين منهما عليهما السلام وبعض روايات اهل البيت عليهم السلام .
ويظهر فى بعض الاخبار أن مريم عليها السلام حملت المسيح عليه السلام ومعها يوسف النجار على حمار حتّى وردا أرض دمشق فهي الربوة التي قال الله تعالى فيها بسورة المؤمنون الاية خمسين .
بسم الله الرحمن الرحيم 
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَة ذَاتِ قَرَار وَمَعِين صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم .
الربوة التي ذكر الله في صفتها أنها ذات قرار ومعين هو المكان المرتفع وان كلمة رابية تعني ما ارتفع من الأرض بين سهلين نهريين وهو اليوم يعرف بي ربوة دمشق عن ابن عساكر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله أن الربوة هي دمشق الشام .

عن الامام محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال لما ولد عيسى عليه السلام كان ابن يوم كانه ابن شهرين فلما كان ابن سبعة اشهر اخذت والدته بيديه وجاءت به الى الكتاب واقعدته بين يدي المؤدب فقال له المؤدب قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال عيسى بسم الله الرحمن الرحيم فقال المؤدب قل ابجد فرفع عيسى عليه السلام راسه فقال وهل تدري ما ابجد فعلاه بالدرة ليضربه فقال يامؤدب لا تضربني ان كنت تدري ولا فاستلني حتى افسر ذلك فقال فسر لي فقال اما الالف الاء الله والباء بهجة الله والجيم جمال الله والدال دين الله هوز الهاء هول جهنم والواو ويل لأهل النار والزاء زفير جهنم حطى حطت الخطايا عن المستغفرين كلمن كلام الله لا مبدل لكلماته سعفص صاع بصاع والجزاء بالجزاء قرشت قرشهم فحشرهم فقال المؤدب ايتها المرئة خذي بيد ابنك فقد علمه ولأحاجه له في المؤدب.
بعد ذلك انتقلت السيدة مريم العذراء بنت عمران مع السيد المسيح عليهما السلام وخطيبها يوسف النجار الى ارض مصر فمكثت مريم أثنتي عشرة سنة تكتمه من الناس لا يطّلع عليه احد وكانت السيدة مريم عليها السلام لا تأمن عليه ولا على معيشته أحداً حتّى تم لعيسى عليه السلام أثنتا عشرة سنة فكان اول آية رآها الناس منه أنّ امّه كانت نازلة في دار دهقان من اهل مصر فكان ذلك الدهقان قد سُرقت له خزانة وكان لايسكن في داره الاّ المساكين فلم يتهمهم فحزنت مريم لمصيبة الدهقان فلما أن رأى عيسى حزن امه بمصيبة صاحب ضيافتها قال لها يا أمه أتحبين أن أدلّه على ماله قالت نعم يا بني قال قولي له يجمع لي مساكين داره فقالت مريم للدهقان ذلك جمع مساكين داره فلما اجتمعوا عمد الى رجلين منهم أحدهما أعمى والاخر مقعد فحمل المقعد على عاتق الاعمى ثم قال له قم به قال الاعمى أنا اضعف من ذلك قال عيسىعليه السلام فكيف قويت على ذلك البارحة فلما استقل قائماً حاملا هوي المقعد الى كوة الخزانة قال عيسى عليه السلام هكذا احتالا لمالك البارحة فقال المقعد والاعمى صدق فردّا على الدهقان ماله.

ذكر الكتاب المقدس الإنجيل المنزَّل على نبيّ لله عيسى ابن مريم عليهما السلام شيئاً عن بعض الاحداث المهمة ذات الصلة بطفولة السيد المسيح عليه السلام في انجيل متى
زيارة المجوس 2:1-2:12 ، 
ولما ولد يسوع في بيت لحم في ايام هيردوس الملك اذ مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم قائلين اين هو المولود فاننا رأينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له فلما سمع هيردوس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه فجمع كل روساءالكهنة وكتبة الشعب وسالهم اين يولد المسيح فقالوا في بيت لحم لانه هكذا مكتوب في النبوءة.
حينئذ دعا هيردوس المجوس سرا وتحقق منهم في زمن النجم الذي ظهر ثم ارسلهم الى بيت لحم وقال اذهبوا وتفحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه فاخبروني لكي اتي انا ايضا واسجد له فما سمعوا من الملك ذهبوا واذا النجم الذي راوه في المشرق بتقدمهم حتى جاء ووقف حيث كان الصبي وراوا الصبي مع مريم امه فخروا له وسجدوا له ثم اوحي اليهم في رؤيا ان لايرجعوا الى هيردوس انصرفوا في طريق اخرى الى كورتهم . 
الهرب الى مصر 2:13-2:12
وبعدما انصروفا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في رؤيا قائلا قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر .
لان هريدوس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه فقام واخذ الصبي وامه ليلا وانصرف الى مصر وكان هناك الى وفاة هيردوس.
بعد ان ذاع خبر نزول الصبي في الربوة ربوة دمشق والطلب الحثيث من قبل هيردوس وتسجيله جميع الاطفال وقتله الصبيان جاء الامر السماوي بالهبوط الى ارض مصر حتى هلك فرعون ال عمران هيردوس .
بعثةالسيدالمسيحعيسىابنمريمعليهماالسلام
صَلَوَاتُاللهِوَصَلَوَاتُمَلائِكَتِهِوَأَنْبِيَائِهِوَرُسُلِهِوَجَمِيعِخَلْقِهِعَلَىمُحَمَّدٍوَآلِمُحَمَّدٍوَالسَّلامُعَلَيْهِوَعَلَيْهِمْوَرَحْمَةُاللهِوَبَرَكَاتُه.
أمَّابَعْدُفإنيسمعتاللهعزّوجلّبعقبهايَقُولُبسَورةمريمقَالَإِنِّيعَبْدُاللَّهِآتَانِيَالْكِتَابَوَجَعَلَنِينَبِيّاًصدَقَآللهالعليٌآلعظيْمالآيةثلاثون .
قدانزلالوحيعلىسيدناعيسىابنمريمعليهالسلامفيالثلاثينسنةمنعمرهورفعالىالسماءبعدثلاثسنواتمنذلك،اناللهعزوجلحبىعبدهصغيرابالكتابوانتَجَبَهكبيراًبالنبوةوالرسالة .
فاصبحعبدااللهحافظللكتابفيصغره،ونبيا،ورسولاالىبنياسرائيل.
لقولهتعالىعزوجلبسورةالعمران
بسم الله الرحمن الرحيم 
وَرَسُولاًإِلَىبَنِيإِسْرَائِيلَأَنِّيقَدْجِئْتُكُمبِآيَةمِنرَبِّكُمْصدَقَآللهالعليٌآلعظيْمالآيةالتاسعةوالاربعون .
كانالسيدالمسيحعيسىابنمريمعليهماالسلاممنانبياءأوليالعزمالذينبعثواالىالناسكافة،وانمااختصبنياسرائيلبالذكرلانابتداءالرسالةوالدعوةكانتفيهم .
ويؤكدالقرآنعلىنزولالانجيلعلىالسيدالمسيحعيسىابنمريمعليهماالسلام،كمافيقولهتعالىبسورةالمائدة
بسم الله الرحمن الرحيم 
وَقَفَّيْنَاعَلَىآثَارِهِمبِعِيسَىابْنِمَرْيَمَمُصَدِّقاًلِمَابَيْنَيَدَيْهِمِنَالتَّوْرَاةِوَآتَيْنَاهُالإِنْجِيلَفِيهِهُدىًوَنُورٌوَمُصَدِّقاًلِمَابَيْنَيَدَيْهِمِنَالتَّوْرَاةِوَهُدىًوَمَوْعِظَةًلِلْمُتَّقِينَصدَقَآللهالعليٌآلعظيْمالآيةالسادسةوالاربعون .
عنأبيعبداللهعليهالسلامقالانزلالانجيللثلثعشرةخلتمنشهررمضان
وانكتابالانجيلالمنزلعلىالسيدالمسيحعيسىابنمريمعليهالسلامكانيشتملعلىبعضالاحكامالشرعيةوالمواعظالاخلاقيةوالامثالالتيتدعوالناسالىالاستقامةوالعملالصالح،فإنالقرآنالكريميذكرأنتعاليمهلوطبقتفهيكفيلةبسعادةالإنسانوالمجتمع.
ويؤكدالقرآنذلكبقولهتعالىفيسورةالمائدة
بسم الله الرحمن الرحيم 
وَلَوْأَنَّهُمْأَقَامُواالتَّوْرَاةَوَالإِنْجِيلَوَمَاأُنْزِلَإِلَيْهِممِنرَبِّهِمْلاَكَلُوامِنفَوْقِهِمْوَمِنتَحْتِأَرْجُلِهِمْمِنْهُمْأُمَّةٌمُقْتَصِدَةٌوَكَثِيرٌمِنْهُمْسَاءَمَايَعْمَلُونَصدَقَآللهالعليٌآلعظيْمالآيةالسادسةوالستون.
قال الامام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام اوحى الله تعالى الى عيسى ابن مريم عليه السلام ياعيسى هب من عينيك الدموع ومن قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع واكحل عينيك بميل الحزن اذا ضحك البطالون وقال رسول الله صلى الله عليه واله ياعلي عليك بالبكاء من خشية الله يبنى لك بكل قطرة الف بيت في الجنة .
في موعظة رسول الله صلى الله عليه واله لعبد الله بن مسعود قال يابن مسعود من اشتاق الى الجنة سارع في الخيرات ومن خاف النار ترك الشهوات ومن ترقب الموت انتهى عن اللذات ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب وان شئت نبأتك بامر عيسى فهو العجب كان يقول ادمي الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف ودابتي رجلاي وسراجي في الليل القمر ابيت وليس لي شيء وليس على وجه الارض اغنى مني.


ذكرالقرآنالكريمالكثيرمنالمعجزاتللسيدالمسيحعيسىابنمريمعليهالسلامفيزمانبعثتهرسالته،فقدكانالسيدالمسيحعليهالسلاميحييالموتى،ويخلقمنالطينأشكالاتشبهالطيور،ثمينفخفيهافتتحولالىطيورحيّة،وكانعليهالسلاميشفيالمرضىكالاعمىوالابرص،وكانيُخبرالناسبمايفعلونهفيبيوتهممنالاكلوالشربوماشابهذلك.

كماذكرالكتابالمقدسالمنزلعلىسيدناالمسيحعيسىابنمريمعليهماالسلامعننبوةمنالانجيلنفسه .
إنجيلمتىالإصحاح 5 : 17 
منأقوالالسيدالمسيحعليهالسلامماجئتلأنقضبللأكمل .
إنجيلمتىالإصحاح 10 : 5 
أرشدالسيدالمسيحعليهالسلامأتباعهأنلايدعوغيراليهودولكنهبعدقيامتهأمرهمبدعوةالعالم .
نجيللوقاالإصحاح 13 : 33 
قالالسيدالمسيحعليهالسلامعننفسهلايمكنأنيهلكنبيخارجاًعنأورشليم .
إنجيللوقاالإصحاح 24 : 19 
قالالسيدالمسيحعليهالسلاميسوعالناصريالذيكانإنسانًانبياًمقتدراًفيالفعلوالقول .
نجيليوحناالإصحاح 12 : 44 
منأقوالالسيدالمسيحعليهالسلامالذييؤمنبيليسيؤمنبيبلبالذيأرسلني.




القاب السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة النساء إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية واحد وسبعين بعد المائة .
أن الله تبارك وتعالى اصطفى بعض مخلوقاته وفضل بعض عباده وجعلهم من المقربين لديه واكرمهم منزلة فيه من بين جميع خلقه عليه ومن تلك المخلوقات البشر حباهم جل وعلا بالتفضيل والتكريم فجعل افضلهم الانبياء والمرسلين مبشرين لدين لله في العالمين والاوصياء والائمة أمناء الله على خلقه من بعد انبيائه ورسله وعباده الصالحين مذكرين لعباده في توحيده فقد جعل السيد المسيح عليه السلام من الانبياء المقربين ورسول رب العالمين ومبشرا بمحمدا خاتم النبيين صلوات الله عليهم اجمعين .
ومن القاب السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام روح الله لقوله تعالى في كتابه الكريم في سورة النساء الاية واحد وسبعين بعد المائة .
بسم الله الرحمن الرحيم 
إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ 
صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
وذلك لقوله تعالى في سورة الانبياء الاية واحد وتسعين 
بسم الله الرحمن الرحيم 
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ 
صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
وتجل المعنى السامي بان السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام مخلوق من قبل لله عز وجل بالنفخ والتصوير ونضيرها في ذلك قصة ادم عليه السلام لقوله تعالى عز وجل في سورة ص الاية اثنان وسبعون .
بسم الله الرحمن الرحيم 
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ 
صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
كان لدى هارون الرشيد للعنة الله عليه طبيب نصراني فدخل في نقاش ذات يوم مع علي بن الحسين الواقدي 
فقال له توجد في كتابكم السماوي اية تبين ان المسيح هو جزء من الله وتلا قوله تعالى وروح منه فرد عليه الواقدي تاليا قوله تعالى في سورة الجاثية الاية الثالثة عشر .
بسم الله الرحمن الرحيم 
وَسَخَّرَ لَكُم مَا فِي السَّماوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لاَيَات لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ 
صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
و قال لو كانت (من) تفيد التبعيض لاقتضى ذلك أن تكون جميع الموجودات في السماء والأرض جزءاً من الله تعالى.

ومن القاب السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام بانه كلمة الله
أن كلامه تعالى هو بمعنى ايجاده تعالى للموجودات أي أن كلامه سبحانه هو فعله كما ورد عن الامام اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب فكل المخلوقات هي كلمات الله تعالى وانما خص المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام بهذا الاسم لكونه يمتاز عن بقية المخلوقات في خلقته فقد خلقه الله تعالى في رحم امه من غير أب وانما بكلمة (كن) لقوله تعالى في سورة النساء الاية واحد وسبعين بعد المائة .
بسم الله الرحمن الرحيم 
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ 
صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
و قال تعالى في سورة آل عمران الاية الخامسة والاربعون .
بسم الله الرحمن الرحيم 
إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَة مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الْدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ 
صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.

ذكر الكتاب المقدس الانجيل القاب كثير للنبي عيسى ابن مريم عليهما السلام نتطرق اليها على سبيل القول لا الحصر فهي كثير .

المسيح ( ماشيح ) ( المسيا) (إنجيل متى 1/1).
وهي كلمة عبرية ويتجسد معناها في الشخص المثالي الذي يترقبه العالم بأسره للخلاص من الظلم والعذاب.
المخلص المنقذ الحافظ المخلص، (إنجيل متى 21/1).
وهي كلمة يونانية الاصل عربية المعنى هي أن الله هو مخلص شعبه بكلمة منه ( السيد المسيح عليه السلام ) فلا يستطيع إنسان أن يخلص نفسه دون دليل ساطع وطريق واضح منه في عباده . 
المعلم (إنجيل متى 10/23).
ارسل الله عز وعلا السيد المسيح عليه السلام يعلم الناس الدين ومكملا له وهاديا فيه بالحكمة والموعظة الحسنة ومبشرا بالذي بعده .
حوارييون السيد المسيح عليه السلام 
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍوَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها بسورة ال عمران فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إَلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَصدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الثانية والخمسون .
الحواريون هم صفوة الأنبياء الذين خلصوا وأخلصوا في التصديق بهم ونصرتهم ولهم صفات خاصة يتصفون بها وقد سموا حواريين لأنهم كانوا قصارين يحورون الثياب أي يقصرونها وينقونها من الأوساخ ويبيضونها من الحور وهو البياض الخالص.
أنهم لم يكونوا قصارين على الحقيقة وإنما أطلق الاسم عليهم رمزا إلى أنهم كانوا ينقون نفوس الخلائق من الأوساخ الذميمة والكدورات ويرقونها إلى عالم النور من عالم الظلمات.
فالحواريون اناس نورانيون ومهمتهم ان يخرجوا الناس من الظلمات الى النوروهم طاهرون ويطهرون من حولهم من الذنوب والمعاصي وظيفتهم الاخلاص في طاعتهم لله و لانبياءه و لاولياءه.
عن علي بن الحسن بن فضال عن ابيه قال قلت لي الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام لم سمي الحواريون الحواريين
قال اما عند الناس فانهم سموا حواريين لانهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل وهو اسم مشتق من الخبز الحواري واما عندنا فسمّي الحواريون حواريين لانهم كانوا مخلصين في انفسهم ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ و التذكير.


و قد ذكرالقران الكريم ذلك بسورة الصف الاية الرابعة عشر
بسم الله الرحمن الرحيم 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
وكانوا اثني عشر منهم الوقا ومرقا لونين ويوحنا ومنا ومنهم رسل عيسى عليه السلام إلى أهل الطائف 
لقوله تعالى بسورة يس الاية الرابعة عشر 
بسم الله الرحمن الرحيم 
إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم. 
قيل هما شمعون ويحيى وشمعون هو رأس الحواريين والثالث قيل قولس وقيل ويونس وقيل الرسولان صادق وصدوق ثم صار هذا الاسم مستعملا فيما أشبههم من المصدقين.
فهم يؤمنون بالله الواحد الاحد و بانبياءه و رسوله و يصدقون بما انزل الله عليهم من الحق فلعيسى بن مريم عليه السلام أصحاب وتلامذة سموا بـ الحواريون لصفاء قلوبهم ونقاء سرائرهم وهؤلاء من أنصار السيد المسيح والمصدقين .
وهناك من تلامذة برنابا و تداوس .
و برنابا له إنجيل يسمى إنجيل برنابا الذي جاء فيه أوصاف النبيّ الأمي الذي بشّر به السيد المسيح عليه السلام كما ذكر في القرآن الكريم بسورة الاعراف الاية السابعة والخمسون بعد المائة .

بسم الله الرحمن الرحيم 

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ غڑ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ غ™ أُولَظ°ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم.
فالحواريون هم انصار النبي عيسى عليه السلام و هم اثنى عشر و هم يكملون الرسالة الالهيه.
بعد ان رفع الله سبحانه و تعالى النبي عيسى عليه السلام اليه كانوا هم المكملون لهذه الرسالة السماوية. 
و من هنا جاء ذكر رقم اثنا عشر كدلالة واضحة التي تبين حقيقة حواريون النبي محمد صل الله عليه و اله وفي رواية توضح من هم حواري رسول الله صلى الله عليه وآله فعن انس بن مالك قال سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حواري عيسى فقال كانوا من صفوته وخيرته وكانوا اثني عشر مجردين مكنسين في نصرة الله ورسوله لارهو فيهم ولا ضعف ولا شك كانوا ينصرونه على بصيرة ونفاد وجد وعناء قلت فمن حواريك يا رسول الله فقال الأئمة بعدي اثنا عشر من صلب علي وفاطمة هم حواريي وأنصار ديني عليهم من الله التحية والسلام.

وعدتهم اثني عشر رجلا في الكتاب المقدس اما اسماؤهم كما جاءت في انجيل متّى ولوقا الباب السادس فهي 
· اندريس صياد من بيت صيدا في الجليل وهو أول رسول دعاه يسوع وكان قبل ذلك تلميذ ليوحنا المعمدان.
· سمعان بطرس أخو أندراوس وهو صياد من بيت صيدا في الجليل.
· يعقوب بن زبدي صياد من بيت صيدا في الجليل.
· يوحنا بن زبدي صياد و هو الملقب بإبن الرعد وأخو يعقوب.
· فيلوبس صياد من بيت صيدا في الجليل.
· برتولولما او برثولماوس أو نثنائيل صياد هو صديق فيلوبس.
· توما كان يقال له التَّوأم أيضاً حيث أن اسمه مشتق الاسم الآرامى "توماس" الذي يعنى التَّوأم.
· متّى من كفرناحوم في الجليل وكان عشار يجمع الجباية.
· يعقوب بن حلفا يعقُوب الصغيريهوذا لباوس الملقب تداوس أخو يعقوب بن حلفى وذُكر اسمه كيهوذا بن حلفى في بعض آيات الأنجيل وهو ليس يهوذا الإسخريوطى.
· شمعون.
· يهوذا اخو يعقوب.
· يهوذا الاسخريوطي الذي خان المسيح الذي باع يسوع بثلاثين من الفضة تم استبداله بماتياس بعد موته منتحراً
موقف اليهود من دعوة السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍوَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة المائدة إِذْ قَالَ اللّهُ يَاعِيسَى ابْنَمَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاًوَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِيفَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونَ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِيوَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذَا إِلاَّ سِحْرٌمُبِينٌ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية العاشرة بعد المائة.
ذكرالقران الكريم بان السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام بعث الى بنياسرائيل وقد انقسم اليهود تجاه دعوة عليه السلام الى قسمين .
قسم آمن بالسيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام وهم اقلية وقسم كفر به وهمالاكثرية.
وقد حاربت هذه الاكثرية السيد المسيح عليه السلام ودعوته فقد كذبوه واتهموهبالسحر وقد أشار القران الكريم الى ذلك في قوله تعالى بسورة المائدة الآية العاشرةبعد المائة.
بسم الله الرحمن الرحيم 
إِذْ قَالَ اللّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُالنَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَالطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونَ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِيوَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَكَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم .
و قد كان علماء اليهود وأحبارهم من أشد الناس عداوة للسيد المسيح عيسى ابن مريمعليهما السلام خوفاً على مراكزهم ومصالحهم وذلك لان اليهود كانوا ينتظرون مسيحاًيعيد اليهم الملك والسلطان في الأرض.
فلما جاءهم السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام يشيد بينهم مملكة الاخلاقوالتقوى والسجايا الكريمة لم يكن بذلك بحسب اعتقادهم هو السيد المسيح الذيصوروه لانفسهم فمكروابه وارادوا قتله ولهذا ندرك صدور اللعن عليهم على لسانالسيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام كما ينقل القرآن ذلك في قوله تعالىبسورة المائدة الاية الثامنة والسبعون.
بسم الله الرحمن الرحيم 
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَوَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْاوَكَانُوا يَعْتَدُونَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم .
كان السيد المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام كثيراً ما يوبخهم ويندد بهم ويحذرالناس من اتباعهم قد نُقل عنه عليه السلام
ويلكم علماء السوء الاجر تأخذون والعلم تضيّعون يوشك رب العمل أن يطلب عملهوتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة الى ظلمة القبر وضيقه.
واما القلة المخلصة المؤمنة التي اتبعته على دعوته فقد صدّقوه ونصروه بكل اخلاصواجتهاد وهذه سنّة الأنبياء مع الناس على مر التاريخ فلم يكن يؤمن بهم الاّ قلّة منالناس وغالباً ما كانت من الطبقة الفقيرة ولم يكن السيد المسيح عيسى ابن مريمعليهما السلام خارجاً عن سنّة الأنبياء هذه.
الحواريون هم صفوة الأنبياء الذين خلصوا وأخلصوا في التصديق بهم ونصرتهم ولهمصفات خاصة يتصفون بها وقد سموا حواريين لأنهم كانوا قصارين يحورون الثياب أييقصرونها وينقونها من الأوساخ ويبيضونها من الحور وهو البياض الخالص.
أنهم لم يكونوا قصارين على الحقيقة وإنما أطلق الاسم عليهم رمزا إلى أنهم كانواينقون نفوس الخلائق من الأوساخ الذميمة والكدورات ويرقونها إلى عالم النور منعالم الظلمات.
فالحواريون اناس نورانيون ومهمتهم ان يخرجوا الناس من الظلمات الى النوروهمطاهرون و يطهرون من حولهم من الذنوب و المعاصي و وظيفتهم الاخلاص فيطاعتهم لله و لانبياءه و لاولياءه.
عن علي بن الحسن بن فضال عن ابيه قال قلت لي الامام علي بن موسى الرضاعليهما السلام لم سمي الحواريون الحواريين
قال اما عند الناس فانهم سموا حواريين لانهم كانوا قصارين يخلصون الثياب منالوسخ بالغسل وهو اسم مشتق من الخبز الحواري واما عندنا فسمّي الحواريونحواريين لانهم كانوا مخلصين في انفسهم ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظو التذكير.
و قد ذكرالقران الكريم ذلك لي مرات عدة منها قول تعالى بسورة ال عمران الايةالثانية والخمسون .
بسم الله الرحمن الرحيم 
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إَلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللّهِآمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم .
وقوله تعالى بسورة الصف الاية الرابعة عشر.
بسم الله الرحمن الرحيم 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِيإِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَائِفَةٌفَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم .
نجد ان الكتاب المقدس الانجيل قد اشار الى هذه المعاني لعدة مرات على للسان السيدالمسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام واصحابه وتلاميذه .
انجيل متى 27:23-28
وقد لقّبهم المسيح بالجهّال والعميان وشبّههم بالقبور المبيّضة التي تظهر من الخارججميلة ومن الداخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة وأنهم يظهرون للناس أبراراًولكنهم من الداخل مشحونون رياءً وإثماً.
انجيل متى 33:33
كما لقّبهم السيد المسيح بأولاد الأفاعي وأولاد إبليس .
انجيل متى 7:3-10
فلما رأى كثيرين من الفريسييين والصدوقيين يأتون إلى معموديته قال لهم يا أولادالأفاعي، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي، فاصنعوا ثماراً تليق بالتوبة ولاتفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً.
لأني أقول لكم أن الله قارد أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم والآن قد وضعتالفأس على أصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تُقطع وتلقى في النار.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire