بسم الله الرحمن الرحيم 


اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم 

السلام على قمر بني هاشم
السلام على فقيه بني هاشم أبو الفضل العباس عليه السلام



اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْفَضْلِ الْعَبّاسَ ابْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ،
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَوَّلِ الْقَوْمِ اِسْلاماً وَاَقْدَمِهِمْ ايماناً وَاَقْوَمِهِمْ بِدينِ اللهِ، وَاَحْوَطِهِمْ عَلَى الاِسْلامِ،
اَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَخيكَ فَنِعْمَ الاَخُ الْمُواسي،
فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الَمحارِمَ،
وَانْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الاِسْلامِ، فَنِعْمَ الصّابِرُ الْمجاهِدُ الُمحامِي النّاصِرُ وَالاْخُ الدّافِعُ عَنْ اَخيهِ،
الُمجيبُ اِلى طاعَةِ رَبِّهِ،
الرّاغِبُ فيـما زَهِدَ فيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزيلِ وَالثَّناءِ الْجَميلِ،
وَاَلْحَقَكَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي جَنّاتِ النَّعيمِ،


نسبه الشريف :

من صميم الأسرة العلوية حيث والده الإمام على عليه السلام وصي رسول الله وباب مدينة علمه
وهو أول من امن به وصدقه ، أمّا الأم الجليلة المكرّمة لأبي الفضل العباس (عليه السلام)
فهي السيدة الزكية فاطمة بنت حزام بن خالد..، وأبوها حزام من أعمدة الشرف في العرب،
ومن الشخصيات النابهة في السخاء والشجاعة وقرى الأضياف، وأما أسرتها فهي من أجلّ الأسر العربية،
وقد عُرفت بالنجدة والشهامة، وقد اشتهر منهم جماعة بالنبل والبسالة

ولادته (عليه السلام): 

افاد بعض المحققين انه ولد سنة ( 36 هـ ) في اليوم الرابع من شهر شعبان
وكان أول ومولد زكي لسيده ام البنين هو سيدنا المعظم أبو الفضل العباس عليه السلام
وقد ازدهرت يثرب وأشرقت الدنيا بولادته وسرت موجات من الفرح والسرور بين إفراد الأسرة العلوية
فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً
وذكراً ندياً عاطراً
وحيثما بشر الأمام بهذا المولود المبارك سارع إلى الدار فتناوله وأوسعه تقبيلاً واجري عليه مراسيم الولادة الشرعية
فإذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى لقد كان أول صوت اخترق سمعه صوت أبيه رائد الإيمان والتقوى في الأرض
وأنشودة ذلك الصوت ( الله اكبر .... ) لا اله الا الله . وارتسمت هذه الكلمات العطيمه التي هي رسالة الأنبياء
وأنشودة المتقين في أعماق أبى الفضل وانطبعت في دخائل ذاته حتى صارت من ابرز عناصره فتننى الدعوة إليها
في مستقبل حياته وتقطعت أوصاله في سبيلها .
في اليوم السابع من ولادته قام الإمام بحلق شعره والتصدق بزنته ذهباً أو فضه على المساكين
وعق عنه بكبش كما فعل ذلك مع الإمام الحسن و الحسين شهيد كربلاء .

أسمائه المباركة :
سماه الأمام علي ( عليه السلام ) بالعباس وقد استشف من إنباء الغيب أته سيكون بطلاً من أبطال الإسلام
ويكون عبوساً في وجه المنكر والباطل ومنطلق البسمات في وجهه الخير وكان كذلك عبوساً في ميادين الحروب ،
فقد دمر كتائبها وجندل ابطالها وخيم الموت على جميع قطعات الجيش في يوم كربلاء
ويقول الشاعر فيه : 

عبست وجوه القوم خوف الموت والعباس فيهم ضاحك متبسم


كنيته :
ابو الفضل وكان له ولد اسمه الفضل
وكما يقول الشاعر فيه:

أبا الفضل يامن أسس الفضل والابا أبا الفضل إلا أن تكون له أبا


كذلك سمى ابو القاسم وكان له ولد اسمه قاسم وقد استشهد معه يوم الطف

ومن القابه :

1 – قمر بني هاشم حيث كان العباس اية في الجمال والبهاء وكان قمر لأسرته العلوية
2 – بطل العلقمي العلقمى اسم النهر الذي استشهد على ضفافه
3 – السقاء وكان عليه السلام يحب هذا اللقب حيث انه كان يسقى عطاشا أهل البيت
4 – حامل اللواء وهو اشرف لواء انه لواء ابى الأحرار الأمام علي وقد خصه به دون اهل بيته واصحابه
لما تتوفر فيه من القابليات العسكرية ويعتبر منح اللواء في ذلك العصر من ارفع المناصب الحساسه في الجيش
وقد قبض العباس اللواء منذ أن خرج من يثرب حتى انتهي إلى كربلاء ،
قبضه بيد من حديد فلم يسقط منه حتى قطعت يمينه وشماله بجانب بهر العلقمي
5 – كبش الكتيبة وهو من الألقاب الكريمة التي تعطى للقائد في الجيش ويقوم بحماية كتائب جيشه بحسن تدبيره
6 – العميد هذا اللقب يمنح لأبرز الأعضاء في الجيش وقد قلد هذا الوسام لأنه عميد الجيش
وقائد قواته المسلحة في يوم ألطف
7 - حامى الضعينه وقد توج بهذا القب لقيامه بدور كبير في رعاية مخدرات ألنبوه وعقائل الوحي
فهو الذي يقوم بترحيلهم وانزالهم من المحامل طيلة انتقالهم من يثرب الى المدينه
يقول السيد جعفر الحلي :
حمي الضعينه أين منه ربيعه أم أين من علياء أبيه مكرم
8 - باب الحوائج وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً وانتشاراً بين الناس فقد امنوا وأيقنوا انه ماقصده ذو حاجه بتية خالصه
إلا قضى الله حاجته.

المعجزه والمعجزة:

ما لم يجود به الزمان.. بل يتفضل به الرحمن من أجل أمر عظيم الشأن الهي يريد الإثبات والتأييد..
وقيل أن القرآن الصامت معجزة إلهية .. وأمير المؤمنين(عليه السلام) القرآن الناطق معجزة رسولية..
والعباس معجزة الإمام علي (عليه السلام) لنصرة واثبات الحق الحسيني..
فالعباس كان من الرجال المميزين في التاريخ الاسلامي والانساني على حد سواء.
والانسان بخلقه يكون من جسد وروح.. وجسد العباس كان من بطل الانسانية الخالد الإمام علي (عليه السلام)
الذي ما أنجب التاريخ كلّه والنساء كلّهن مثله إلا ابن عمه رسول الله (ص)..
ومن أم أنجبتها الفحول من العرب (أمّ البنين) ـ أنعم بها وأكرم من أمٍّ ـ
فاجتمع في ذاك الفتى شجاعة وإباء الإمام علي (عليه السلام)
وبطولة أخواله فحول العرب لأن العرق دسّاس كما يقول الأمير (عليه السلام)
أما الروح الزكيّة فهي نفحة إلهية انبثقت من روح الأمير (عليه السلام) وترعرعت بحمى الحسين (عليه السلام)
وتزكّت بعمل العباس نفسه فكانت روح إيمانية قل نظيرها في بني البشر. فكان العباس مجمعاً للفضائل،
وملاذاً للخصال الحسنة الشمائل.. وكان ذا قوة روحية هائلة، وطبيعة بنائه الجسدي تخدم قوته المعنوية والروحية..
فقد كان طويل القامة، عريض ما بين المنكبين، ضخم الجسم أنيق، بحيث يركب على الفرس المطهم
ـ القوي العالي ـ ورجلان تخطان على الأرض. فامتزجت فيه قوة الروح، وقوة الجسد،
وأضيفت إليهما النخوة الهاشمية، والشجاعة الحيدرية، والقوة الإلهية ، والإيمان الحسيني..
فقد كان جسم العباس جسم عملاق.. طويل القامة طول الزمن.. عريض ما بين المنكبين عرض الأيام والليالي،
ضخم الجسم ضخامة الرسالة، أنيق أناقة الحقيقة، قائد سفينة من سفن النجاة تخطُّ على وجه الزمن صراط مستقيم
تسير بإمرة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الجنة.. فروحه وثّابة إلى الحقّ والحقيقة ورغم ضخامة جسده الشريف
لم يستطع حمل غلوائها وتوثّبها فاستأذن أخاه وإمامه ومولاه أبا عبد الله الحسين (ع)
قائلاً: أخي… قد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين.. فالصدر الذي وسع السلام والقلب الذي اتزن القرآن فزهر فيه الإيمان،
قد ضاق وليس عنده إلا هذا الجسد (والضغط يولّد الانفجار) كما يقال ـ والانفجار يولّد التمزّق والتشتّت للمتفجّر..
وهكذا فعل أبو الفضل العباس ـ فقد طارت يداه الشريفتان .. وعينه الباصرة.. انفلتت هامته العالية، وتمزق جسده الشريف كلّه بسيوف ورماح الحقد، والغدر، والكفر، والنفاق.. فانطلقت روح العباس من أسر الجسد المقطع
وهو يصيح (السلام عليك أخي أبا عبد الله) وصارت ترفرف فوق الرؤوس تشهد على أعمال الطغاة وتقضي حوائج المؤمنين والمحتاجين من المستضعفين.. ألم يكن باب الحوائج إلى الله، وكاشف الكربات أبو الفضل العباس..؟؟
فلا السيف الذي قطع يده .. ولا السهم الذي مزّق عينه، ولا العمود الذي فلق هامته ولا كل محاولات التشويه التي طالت رسالته استطاعت أن تؤثر على روحه الهائجة بالمثل والقيم.. وأن تؤثر على فحولته ورجولته العارمة ضدّ الظلم والطغيان..
بل تلك أضافت إلى قائمة القيم قمة جديدة اسمها (أبو الفضل)… والأخرى أضافت إلى الشعارات شعاراً للحرية اسمه (العباس)..
وكما كان سيف الإمام الحسين (عليه السلام) أطول سيوف الحق في التاريخ ، فقد كان العباس حدّه..
والسلام على أبي الفضل العباس: فإن قلت لي أن العباس قمّة ـ قلت بل العباس قيمة
وإن قلت أنه قمّة القيمة ـ قلت بل العباس قمّة القمّة.

ملامح ابو الفضل العباس :

كان ابو الفضل العباس صوره بارعة من صور الجمال وقد لقب بقمر بني هاشم لروعة بهائه وجمال طلعته
وكان متكامل الجسم قد بدت عليه اثار البطولة والشجاعة ووصفه الرواة بأنه كان وسيماً جميلا
ً يركب الفرس ورجلاه يخطان الأرض

حياته مع أبيه (عليهما السلام) :

كان أمير المؤمنين علياً يرعي ولده في طفولته ويعنى به كأشد ماتكون العناية فأفاض عليه مكنونات نفسه العظيمة العامرة بالإيمان والمثل العليا
وقد توسم فيه أن سيكون بطلاً من إبطال الإسلام وسيسجل للمسلمين صفحات مشرفة من العزة والكرامة
وكان أمير المؤمنين يوسع العباس تقبيلاً وحين أودعه في حجره شمر العباس عن ساعديه فاخذ أمير المؤمنين يقبلها وعيناه مغرورقتان بالدموع ناشدته ام البنين لماذا هذا البكاء
فأجابها لقد تذكرت ما يجرى عليهما
حيث أنهما سوف بقطعان من الزند في نصرة الإسلام عند ذلك أجهشت أم البنين بالبكاء

بعض الكلمات القيمه في حق ابي الفضل العباس من المؤسسين للتقوى والفضيلة :

الإمام زين العابدين (عليه السلام) : يقول (( رحم الله عمي العباس فقد اثر وابلي وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه
فأبدله الله بجناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة كما جعل جناحين لجعفر بن ابي طالب
وللعباس مكانه يغبطه عليها جميع الشهداء يوم ألقيامه ))

الامام جعفر الصادق (عليه السلام) : اما الامام الصادق فهو المبدع والمفكر في الاسلام فقد كان هذا العملاق العظيم
يشيد دوماً بعمه العباس ويثني عليه ثناء عاطراً وندياً على مواقفه البطولية يوم الطف
وكان مما قال في حقه (( كان عمي العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الإيمان جاهد مع أخيه الحسين
وابلي بلاء حسناً ومضي شهيداً ))

الامام الحجة ( عجل الله فرجه الشريف) : وأدلى الأمام المصلح العظيم بقية الله في الأرض قائم آل محمد ( ص )
بكلمة رائعة في حق عمه العباس جاء فيها:
(( السلام على أبي الفضل العباس ابن أمير المؤمنين المواسي أخاه بنفسه الآخذ لغده من أمسه الفادي له الوافي
الساعي أليه بمائه المقطوعة يداه لعن الله قاتليه يزيد بن الرقاد وحكيم بن الطفيل الطائي )) .



فالسلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته

اللهم ارْزُقْني زِيارَتَهُ اَبَداً ما اَبْقَيْتَني وَاحْشُرْني مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ فِي الجِنانِ،
وَعَرِّفْ بَيْني وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِكَ وَاَوْلِيائِكَ،
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد
وَتَوَفَّني عَلَى الاْيمانِ بِكَ وَالتَّصْديقِ بِرَسُولِكَ وَالْوِلايَةِ لِعَليِّ بْنِ اَبي طالِب
وَالاَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَالْبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ،
فَاِنّي قَدْ رَضيتُ يا رَبِّي بِذلِكَ،
وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد.

برحمتك يا أرحم الراحمين