قصيدة في رثاء الإمام موسى بن جعفر
الكاظم ( 
عليه السلام ) 




اسكبوا دمعَ العيون لرهينٍ بالسجون

و انذبوهُ باكتئاب سيدي جَلَ المصاب

أجرحُ القلبَ و أجري الدمع من فيض الدمائي

لسليلِ الطهرِ موسى ووريث الأنبيائي

فَلكم أمضى سنيناً في نحيبٍ و بكائي

فهو من سجنٍ لسجن و إبتلاءٍ لإبتلائي

و الدماءُ و القيود في معصميهِ شهود

للرزايا و العذاب سيدي جَلَ المصاب

و اذرف الدمعَ إذا ما كنتَ من جورٍ تكابد

و تذكر صبرَ موسى و هو يحيي الليل ساجد

إذ ينادي يا إلهي رد عني كل مارد

ألي هذا الذنب يسقيهِ سمومَ الغدر حاقد

ما بين سجن الهموم و بين فعل السموم

مات موسى بإحتساب سيدي جَلَ المصاب

حينَ تنعى الناسُ موتاها بحزنٍ تتجمع

بين باكٍ بين شاكٍ بين ثقلى تتفجع

ليتَ شعري أو تدري من لي موسى الطهر شيع

حملتهُ أيدي سجانيه بالذل ملفّع

ليتهمُ يعلمون أيَ نعشٍ يحملون

لتباكوا بضراب سيدي جَلَ المصاب

كيف لا نبكي إماماً راهب من آل هاشم

و هو نور اللهِ فينا ووريثاً للمكارم

إنهُ المرضوضُ ساقاً إنهُ مدمي المعاصم

إنهُ المقتول ظلماً ربي فالعن كلُ ظالم

آهِ من جورِ اللئام نالَ منا كم إمام

بادعاءات كِذاب سيدي جَلَ المصاب

إن بلواكَ إمامي من خطوبَ الناس الأكبر

كم بنا حلت خطوبٌ و عليها نتصبر

فبكظم الغيظِ تحدونا مثالاً يا مطهّر

إنما لا يجزع البعدُ سنيناً يبنَ جعفر

كلُ يومٍ إذ يفوت سيدي بطأً نموت

بسعير الاغتراب سيدي جَلَ المصاب

كيف لا ألبس دهراً بعدكم ثوبَ الحدادِ

فلقد كنتم ودادي و بكم يهنأ فؤادي

و إذا ما ضاقَ صدري أنتخي بابَ المرادِ

مَن لقلبٍ ذاقَ بالوجدِ لموسى ذي الجوادِ

أيها الكاظمان الأمان الأمان

هل لنا من جواب سيدي جَلَ المصاب