صلوات الله و سلامه عليك يا ايها الشهيد عبد الله المحض

صلوات الله و سلامه عليك يا ايها الشهيد عبد الله المحض

عدد الزيارات من لوحة التحكم في الموقع

11 mai 2016

في هذا الشهر الشريف مناسبات كثيرة, أقف عند أهمها:

في هذا الشهر الشريف مناسبات كثيرة, أقف عند أهمها:

1 – ذكرى ولادة الإمام الحسين عليه السلام في الثالث من شعبان:
* ولد عليه السلام بالمدينة المنورة في الثالث من شعبان – على المشهور – من السنة الرابعة للهجرة.
* ولكثرة الأحاديث التي يرويها المسلمون جميعاً شيعة وسنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فضائله عليه السلام فإن الإجماع قائم على حبه والبراءة من قاتليه.
شأنه عليه السلام في هذا الإجماع على حبه شأن أبيه وأمه وأخيه الحسن المجتبى عليهم جميعاً صلوات الرحمن.

* والواقع أن حب أهل البيت عليهم السلام أحد الأعمدة الأساسية التي يجب أن تبنى عليها الوحدة الإسلامية، حيث إن حبهم مبدأ قرآني نطقت به آية المودة في القربى كما نص على ذلك علماء الفريقين بالإضافة إلى حشد كبير جداً من الروايات عن المصطفى، يكشف أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان قد حدد ضمن أولوياته بيان فضائل أهل البيت عليهم السلام.
وللإمام الحسين عليه السلام من بين أهل البيت موقع فريد.
إنهم جميعاً عظماء إلا أن لشهادة أبي عبد الله وقعاً في نفوسهم حرصوا أن يظهروه لنا بكل وضوح لما في حبه عليه السلام والبكاء عليه من إحياء للدين وتطهير للقلوب وإنارة للنفوس.
* استقبل المصطفى الحبيب ابنه الحسين حين ولادته بالبكاء، تتحدث أسماء بنت عميس عن ذلك فتقول:
" فدفعته إليه في خرقة بيضاء ففعل به كما فعل بالحسن ( أذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ) وبكى رسول الله ثم قال: إنه سيكون لك حديث. أللهم العن قاتليه، لا تعلمي فاطمة بذلك.
قالت أسماء:
فلما كان يوم سابعه جاءني النبي فقال: هلمي ابني فأتيته به إلى أن تقول:
ثم قال: عزيز علي ثم بكى
وتسأله أسماء متعجبة عن سبب بكائه فيقول صلى الله عليه وآله وسلم:
أبكي على ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية لعنهم الله لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة يقتله رجل يثلم الدين يكفر بالله العظيم.
ثم قال: أللهم إني أسألك فيهما ( الحسنين ) ما سألك إبراهيم في ذريته. أللهم أحبهما وأحب من يحبهما، والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض ".
* وعندما نستعرض الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حول الحسين نجد أنه كان دائم الحديث عن شهادته عليه السلام وأن هذه الشهادة طبعت حياة المصطفى بالحزن الدائم المقيم، مما يجعل لزاماً على المسلم الحريص على واجب التأسي بنبيه العظيم أن يكون " حسينياً " يعقد قلبه على حب الحسين حتى يردد القلب قبل أن يلهج اللسان:
يا ليتنا كنا معك فنفوز فوزاً عظيماً

* " حسين مني وأنا من حسين " :
تناقل المسلمون عبر الأجيال هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وهو وحده كافٍ في الدلالة على عظيم منزلة أبي عبد الله عند الله تعالى, وأهمية آثار شهادته في استمرار شريعة سيد المرسلين.
لقد وجد سيد الشهداء نفسه وجهاً لوجه أمام محاولة إطفاء نور الله والقضاء على كل جهود المصطفى والمرتضى والحسن السبط والصحابة الأبرار بل وجهود كل الأنبياء والصلحاء فوقف ذلك الموقف الذي ألهب ضمير الأمة وفتح عيونها على الأخطار الكبرى المحدقة بهذا الدين، معتمداً – في ضوء تعاليم جده المصطفى الحبيب – مبدأ انتصار الدم على السيف فإذا بكل قطرة دم كربلائية ثورة في وجه الطواغيت.
وتلاحقت الثورات وما تزال حسينية محمدية تصحح المسار وتكشف زيف الطغاة وتخرج الحق من خاصرة الباطل وتصيخ في مسمع الدنيا أن تحتضن الإسلام وتحوطه بحبات القلوب والمُهج. إن الحسين محمدي الهوى والمعتقد والجهاد والنهج.
ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم من الحسين ( حسينيٌّ ) وما ندركه من ذلك بيسر أن استمرار شريعة سيد المرسلين مرتبط جذرياً بجهاد أبي عبد الله، وما أثمره هذا الجهاد عبر أدوار التاريخ الإسلامي وما يزال.

* ملمح آخر في عظمة أبي عبد الله:

لدى استعراض سِيَرِ أنبياء الله جل جلاله، نجد أنهم جميعاً عليهم صلوات الرحمن حملوا الهم الحسيني وبكوا على سيد الشهداء من آدم إلى نوح إلى إبراهيم إلى إسماعيل صادق الوعد فموسى وعيسىعليهم جميعا السلام، مما يكشف أن حب الحسين عليه السلام معلم من معالم دين الله تعالى عبر مراحله المختلفة.
ولا تتسع هذه العجالة لإيراد النصوص في هذا المجال.
ويمكن على سبيل المثال الرجوع إلى البحار الجزء السابع والأربعين " باب إخبار الله بشهادته ".
وقد أجاد العالم الجليل ابن قولويه ( من علماء القرن الرابع الهجري ) في استعراض ذلك – وغيره – في كتابه القيم " كامل الزيارات " الذي يعتبر مرجعاً أساسياً ومهماً.
كما تجد في هذا الكتاب فصولاً حول بكاء الملائكة على سيد الشهداء وتبركهم به وبزيارته ودعائهم لزواره.
وأذكر منه في هذا السياق أن ملَكاً هو فطرس كان من الحملة ( حملة العرش ) ثم كسر جناحه في حادثة، وكان بعد ذلك مقيماً في جزيرة في البحر، فلما ولد الحسين عليه السلام بعث الله تعالى جبرائيل عليه السلام في ألف من الملائكة لتهنئة المصطفى فمر جبرائيل بفطرس الذي طلب منه أن يصحبه لعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو له " فحمله، فلما دخل جبرائيل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهنأه من الله وهنأه منه و أخبره بحال فطرس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبرائيل أدخله ".." فدعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال له:
تمسح بهذا المولود وعد إلى مكانك.
قال " الراوي":
فتمسح فطرس بالحسين عليه السلام وارتفع وقال:
يا رسول الله أما إن أمتك ستقتله، وله علي مكافأة أن لا يزوره زائر إلا بلغته عنه، ولا يسلم عليه مسلِّم إلا بلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصل إلا بلغته صلاته عليه ثم ارتفع ".
وقد أشار أحد الشعراء المتأخرين هو الشيخ عبد المنعم الفرطوسي رحمه الله إلى هذه الحادثة فقال:
بمهـدك آيات ظهـرن لفطرس وآية عيسى أن تكلم في المهـد
فإن ساد في أم فأنت ابن فاطم وإن ساد في مهد فأنت أبو المهدي

* طلب الحوائج ببركة الحسين:

عندما نستحضر ما تقدم من ملامح عظمة شخصية أبي عبد الله عليه السلام ونستحضر موقفه في ربى الطفوف نستطيع أن ندرك أن الله تعالى لن يخيب آمالنا عندما نتوسل إليه بسيد الشهداء عليه السلام.
إن علينا أن لا نستكثر ما نجده في الروايات حول الثواب الكبير للبكاء عليه وإحياء ذكراه فإن ذلك طبيعي جداً حين يكون محوره عطاء أكرم الأكرمين إكراماً لأبي عبد الله، رزقنا الله الشهادة على دربه تحت راية المهدي المنتظر أرواحنا فداه
وقد سأل أحد علمائنا الأعلام عالماً آخر عن رأيه في رواية " من بكى أو تباكى على الحسين فله الجنة " فأجاب المسؤول بما حاصله:
إن الله تعالى مطلق لا تحد قدرته في مختلف المجالات بحد, والحسين عليه السلام مخلوق فهو إذن محدود وليس مطلقاً وقد بلغ كرم المحدود إلى حد أنه أعطى الله تعالى كل شيء فلماذا لا يعطيه الله تعالى كل شيء وهو المطلق الذي لا ينقص خزائنه شيء.
* تبقى الإشارة إلى أن كثرة العطاء لا تدل على بقاء هذا العطاء لأن الذنوب تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
من هنا فإن أهم طلب نتوجه به إلى الله تعالى ببركة سيد الشهداء عليه السلام أن يُخرج سبحانه حب الدنيا من قلوبنا ويعيننا على أنفسنا فنجتث شجرة المعصية من هذه القلوب، فيصبح القلب حرم الله تعالى كما أراد سبحانه، ونؤهَّل للشهادة فنقف في المحشر تحت راية سيد الشهداء عليه السلام.
* الحسنـان:
لا يستطيع المسلم أن يفصل بين حبه للحسن وحبه للحسين عليهما السلام فهما حقيقة واحدة ومن هنا عُرفا بين المسلمين باسم واحد " الحسنين " وما ذلك الإقتران إلا لإصرار المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على التحدث عنهما معاً " ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا " " اللهم أحبهما " إلخ بحيث إن الطابع العام لأحاديثه صلى الله عليه وآله وسلم عن سبطيه الحديث عنهما معاً.
ولا شك أن هذا يوضح لنا بما لا مزيد عليه أنهما عليهما السلام جوهر واحد وحقيقة واحدة جزء من الحقيقة المحمدية المباركة، إلا أن الإمام الحسن عليه السلام علمنا أن نولي اهتماماً خاصاً بيوم أبي عبد الله حين قال له فيما روي عنه:

" لا يوم كيومك يا أبا عبد الله ".
وتجد دعاءً خاصاً بيوم مولد سيد الشهداء عليه السلام في كتاب " مفاتيح الجنان" وغيره من كتب الأدعية.
***
ولم أذكر ولادة الإمام السجاد عليه السلام في عداد هذه المناسبات رغم وجود قول معتبر بولادته في الخامس من شعبان لأني وجدت أن أكثر الآراء تتبنى غير هذا التاريخ في ولادته عليه السلام.
***


2 – يوم تأسيس حرس الثورة الإسلامية:
يوم ذكرى ولادة سيد الشهداء, هو يوم ذكرى تأسيس حرس الثورة الإسلامية في إيران فهم جنوده عليه السلام وشعارهم المركزي " يا لثارات الحسين " استعداداً للحاق بمعسكرات الإمام المنتظر الذي يحمل جنوده نفس الشعار.
ولا يمكننا أن ندرك الإنجازات الكبرى التي وفق الله تعالى هؤلاء المجاهدين لتحقيقها إلا إذا أدركنا أن بقاء الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية رهن بتوفيق الله تعالى لهم لحراسة أمل الأنبياء والأوصياء وجهاد العلماء والمجاهدين ودمائهم ودماء سائر الشهداء.
لولا توفيق الله تعالى لهم لم تصمد الثورة الإسلامية أمام التحديات الداخلية فضلاً عن التحدي الخارجي الكبير الذي كان من شأنه أن يطوي صفحة دولة الإسلام ويعيدنا إلى ظلمات ما قبل انتصار الإسلام وبداية العصر الخميني.
فها هي أمريكا وكل حلفائها يقفون حائرين يبذلون قصارى جهدهم لخوض معركة برية مع السلاح الذي زودوا به صداماً بالأمس لمواجهة الجمهورية الإسلامية في حين كانت كل هذه الدول الحليفة تدعمه وتعززه وتزوده بالمعلومات والخطط ومختلف وسائل إضعاف إيران اقتصادياً وأمنياً وسياسياً.
ورغم ذلك كله منَّ الله تعالى بحفظ دولة الإسلام فاستمرت الثورة.
ولئن كان الجيش في الجمهورية الإسلامية قد أسهم في المعركة بفاعلية, إلا أن العبء الأكبر في بداية الحرب، كان على عاتق حرس الثورة الإسلامية والتعبئة الجماهيرية وظل العبء الكبير على عاتقهم حتى وضعت الحرب أوزارها.
وقد سطر هؤلاء الحسينيون في جبهات الحرب ملاحم بطولية تكشف عن الروح الكربلائية والعزيمة البدرية التي تنطلق من مدرسة انتصار الدم على السيف بإذن الله تعالى: " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة.."
إن لهؤلاء المجاهدين حقوقاً في عنق كل مسلم، وببركات جهودهم كانت المقاومة الإسلامية والإنتفاضة الإسلامية، وكان انبعاث روح الجهاد في كل أرجاء الوطن الإسلامي الكبير.
إنهم التجربة الأولى في عصرنا التي أعادت إلى واقعنا حقائق معارك المسلمين في صدر الإسلام فجعلتنا نعيش مجدداً أجواء بدر وخيبر وحنين.
ومن الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيد الشهداء عليه السلام أن نهتم بذكرى تأسيس حرس الثورة الإسلامية ونجدد العهد على المضي في هذا الدرب الذي عبّدوه بالجماجم والأشلاء قربة إلى الله تعالى وإعلاءً لكلمته
جزاهم الله تعالى عن الإسلام وأهله خير الجزاء.
3 – ذكرى ولادة أبي الفضل العباس بن علي أمير المؤمنين عليهما السلام:
* ولد عليه السلام في الرابع من شعبان سنة 26 للهجرة.
*كان أمير المؤمنين عليه السلام يكثر من الحديث عن كربلاء وشهادة الإمام الحسين في السفر والحضر وعلى المنبر ومع الناس وفي البيت، إلى حد أن أصحابه عليه السلام كانوا يعرفون أن عمر بن سعد هو قاتل الحسين فكانوا إذا رأوه دخل مسجد الكوفة قالوا جاء قاتل الحسين وذلك قبل أن يقتل بزمن طويل. .
* وإلى جانب تحذير أمير المؤمنين الناس من الخروج لحرب الحسين وحثهم على نصرته كان من الطبيعي أن يفكر بوجود عضد له من أخوته ليكون حامل لوائه في هذا اليوم العصيب.
لذلك طلب عليه السلام من عقيل أخيه أن يختار له امرأة من بيت معروف بالشجاعة – لتأثير الخؤولة في الولد – فاختار له فاطمة بنت حزام العامرية أم العباس عليه السلام. .
* رأت فاطمة ( أم البنين ) أمير المؤمنين ذات يوم وقد " أجلس أبا الفضل ( العباس ) على فخذه وشمر عن ساعديه وقبلهما وبكى "!
وعندما سألته عن ذلك بدهشة أخبرها بما يجري في كربلاء فبكت، ثم أخبرها بعظيم منزلة أبي الفضل عند الله تعالى ". .

* وقد أثبتت سيرة العباس عليه السلام أنه كان الساعد الأيمن لأبي عبد الله عليه السلام.
ويكفي للدلالة على أهمية مواقفه في كربلاء وسمو منزلته عليه السلام ما روي عن الإمام السجاد عليه السلام:
" رحم الله عمي العباس فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله بجناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة ". .
* وقد استظهر عدد من العلماء المحققين من هذه الرواية أن " لفظ الجميع يشمل مثل حمزة وجعفر الشاهدين للأنبياء بتبليغ وأداء الرسالة ".
* وهذه منزلة جليلة عظيمة تكشف أن أبا الفضل العباس عليه السلام في المرتبة التي تلي المعصومين مباشرة.
* يقول العالم الجليل آية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني في مدحه عليه السلام:
وكيف لا وذاتـه القدسية مجموعــة الفـضـائل النـفسيـة
له من العليـــاء والمآثر مـا جــل أن يخطر في الخواطـر
وكيف وهو في علو المنزلة كالروح من نقطــة باء البسمــلة
وهو قوام مصحف الشهادة تمـــت بـــه دائرة السعــادة
ليس يـــد الله سوى أبيه وقــــــدرة اللـــه تجلت فيه
فهو يــد الله وهذا ساعده تغنيــك عـن إثباتـه مشاهـــده
يمثــل الكرار في صولاتــه بل المعاني الغـر من صفاتـه
* وقد أثبتت الكرامات الجليلة التي ظهرت له عليه السلام، سواء في مرقده الطاهر أو بشكل عام، مدى قربه من الله تعالى، الأمر الذي جعله عليه السلام في أذهان محبيه ومواليه باب الحوائج إلى الله تعالى لما لمسوه من سرعة استجابة الدعاء في حرمه ولدى التوسل به.
* من كراماته الكثيرة التي لا تكاد تحصى، ما حدث به أحد تلامذة الشيخ الأنصاري أستاذ الفقهاء حيث يقول:
زرت الإمام الشهيد أبا عبد الله الحسين ثم قصدت أبا الفضل العباس، وبينا أنا في الحرم الأقدس، رأيت زائراً من الأعراب ومعه غلام مشلول جاء به إلى الضريح الطاهر وربطه به وأخذ بالتوسل والتضرع وإذا بالغلام قد نهض سليماً معافى كأنه لم يكن أصيب بشيء، وتكاثر الناس عليه ومزقوا ثيابه تبركاً به
وكنت قد طلبت منذ مدة طلبين من العباس ولم أحصل على شيء، والطلبان هما شراء بيت وحج بيت الله الحرام.
فلما رأيت ما رأيت إعتصرني الألم وتقدمت نحو الشباك وعاتبت أبا الفضل عتاباً مراً وقلت:
يأتي " المعيدي " ( البدوي ) ويطلب منك حاجته فتقضيها له، وأنا أرجع خائباً مع ما أنا عليه من العلم والمعرفة. لن أزورك بعد هذا أبداً!
وسرعان ما ندمت على ما قلت، وتألمت لفجاجة عتبي فاستغفرت ربي من إساءتي لعباس الهداية واليقين.
ولما وصلت إلى النجف الأشرف جاءني الشيخ الأنصاري قدس الله روحه الزاكية وأخرج صرتين وقال:
هذا ما طلبته من أبي الفضل العباس اشتر داراً، وحج البيت الحرام.
وقد نظم الشيخ محمد السماوي شعراً في هذه الكرامة لأبي الفضل عليه السلام والشيخ الأنصاري عليه الرحمة فقال:
وما عجبت مـن أبي الفضل كما عجبت من أستاذنا إذ علمـا
لأن شبل المرتضى لـم يُغـرب إذ أتى بمعجـز أو معجـب
بكل يـوم بـل بكل ساعـــة لمن أتاه قاصـداً رباعــه
وهـو مـن الشيخ عجيـب بيّنُ لكن بنور الله يرنو المؤمن


----------------------------
والحمد لله رب العالمين.
وصل الله على خير خلقه سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين المعصومين

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire