يبدو
أن النقطة التي أفاضت الكأس في دورة ماي لمجلس مدينة فاس أمس الأربعاء(4
ماي 2016)،هو إدراج حوالي 600 مليون من طرف العمدة الازمي الذي ينتمي إلى
حزب العدالة و التنمية، لشراء السيارات للمستشارين و رؤساء المصالح.
و
استغرب متتبعين،و ساكنة فاس التي كانت تنتظر من العمدة الجديد إخراجهم من
براثين الأزمة الاجتماعية و التجارية الخانقة،غير أنه فظل في عز تردي جميع
المرافق و البنيات التحتية تخصيص الملايين لشراء السيارات.
وناقش
مجلس المدينة حوالي 38 نقطة،تتعلق بالإنارة العمومية المتهالكة و التي
أصبحت بموجبه أحياء مدينة فاس تعيش يوميا على إيقاع الظلام الدامس،بسبب
غياب الآليات المتخصصة في إصلاح المصابيح المهترئة .
و
خصص حيز كبير لنقطة دعم الجمعيات،التي تستفيد من حليب الجماعة و من ملاعق
من ذهب من المال العام،دون أن تكون يوما ذات المستوى المطلوب لخدمة مصالح
الساكنة، بقدر ما تشتغل الشعرات بمرجعية الانتماء الحزبي أولا،و التي يسعى
الساهرين على مختلفها لخدمة أجندة مختلف الأحزاب السياسية ،في غياب رؤية و
إستراتجية تعود بالنفع على ساكنة وفقراء المدينة.مع منح 50 مليون لجمعية
الموسيقى الصوفية التي غالبا ما يستفيد منها علية القوم.
و
لم يتطرق الازمي إلى الملفات الحارقة التي تواجه المدينة،من تنامي البناء
العشوائي وتفريخ أحزمة الفقر و البؤس الجديدة،و كيفية تدبير مرافق النقل
الحضري و قطاع النظافة،و كيفية التعامل مع (لاراديف) فيما يخصص تردي
الإنارة العمومية،و غياب ميزانية لإعادة هيكلة جميع الشوارع و الأرصفة
المتردية،و الخطر البيئي الذي أصبح يهدد ساكنة فاس و خاصة طريق عين الشقف
ومونفلوي و التجزئات الجديدة بسبب قنبلة واد الحيمر وواد المهراز اللذان
يخترقان فاس.
و
يشتكي تجار فاس،من ارتفاع الضرائب التي أقرها مجلس المدينة الحالي،من خلال
مراجعتها و الرفع منها،مع العلم أن المدينة تعيش على إيقاع ركود تجاري
خطير منذ حوالي ستة أشهر،عجل بالعشرات من التجار بالخروج إلى الشوارع من
أجل الاحتجاج و المشي في جنائز رمزية ،حاملين ثابوتا فوق أكتافهم يدق طبول
حرب موت التجارة بالمدينة.
و
يبدو أن شهر العسل انتهى أمس خلال دورة ماي بين المعارضة والأغلبية
الساحقة لحزب العدالة و التنمية،و ذلك بعد قاد الاستقلاليين عملية الامتناع
التصويت على فقرات النقط المدرجة في جدول الأعمال،و علموا على تنسيق
مداخلاتهم في محاولة الوقف في وجه القرارات التي تحاك ضد ساكنة فاس من طرف
مجلس الازمي.
و
قال العشرات من المتتبعين للشأن المحلي لفاس،ان ساكنة فاس صوتت في شتنبر
الماضي على حزب العدالة و التنمية الذي كان يعول عليه من أجل إنقاذ فاس من
السكتة القلبية ،و العمل على توفير خدمات البنيات التحتية،و محاربة
الفساد،غير أن العمدة الازمي و فريقه ظل يراوح مكانه،و المدينة تتهاوى و
تتراجع في جميع المجالات،و انه لم يستطع من استكمال المشاريع التي تركها
سلفه،و أن انعدام التجربة و القرارات الارتجالية هي سيدة الموقف في السبعة
الأشهر العسيرة التي مرت على الوزير في الميزانية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire